شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – محمد حسن
منذ أيام قليلة نعى الفنان الراحل “محمد قنوع” شخصية “شومان” التي لعبها في مسلسل “العربجي” فشعر متابعوه بالحزن لانتهاء رحلة هذه الشخصية التي وصفوها بالمضحكة المبكية، واليوم تحول حزنهم إلى حقيقة لأن “شومان” رحل وأخذ معه “قنوع” حقيقةً وليس تمثيلاً، فكانت صدمة الجمهور السوري كبيرة بعد أن أصبح الخبر واقعاً مع وفاة “قنوع” أمس في مشفى دار الشفاء بدمشق إثر تعرضه لجلطة قلبية عن عمر يناهز 49 عاماً.
شهد عام 1995 بداية دخول الراحل “قنوع” عالم التلفزيون بسلسلة “مرايا” الشهيرة، فأصبح من أبرز نجوم هذا العمل لتتوالى بعدها الأعمال واحداً تلو الآخر مثل “خلف الجدران، أبو المفهومية، غزلان في غابة الذئاب، تخت شرقي، عناية مشددة، على صفيح ساخن” وغيرها الكثير، وكان آخرها “العربجي” و”مربى العز” و”حارة القبة 3″ الذي انتهى عرضهما مؤخراً.
أخذ الراحل “قنوع” شهرة واسعة عن شخصية “سعيد، أبو سليم” في مسلسل “باب الحارة” وهو “حميماتي” يعيش عالة على عائلته، حيث حقق له هذا الدور انتشاراً ونجاحاً واسعاً في العالم العربي بعد أن أداه باحتراف عال على الرغم من صغر مساحة الدور حسب رأي البعض، فتارةً كان الإنسان المهمل الذي يعشق الطيور ويفضلها على أولاده، وتارة أخرى نراه رجل يحاول كسب لقمة عيشه بأي طريقة لتأمين حياة كريمة لعائلته رغم مساعيه الفاشلة.
أما عن الأدوار الأخرى التي أداها طوال مسيرته الفنية فحفرت في الذاكرة باستثناء حجمها، فكيف لا وكان الاستاذ حسان في “أيام الدراسة” الذي تعلمنا معه حب المدرسة والالتزام، وعلمنا الشجاعة والوفاء والإخلاص بشخصية “شجاع” في مسلسل “أيام لا تنسى”، بالإضافة إلى عدد كبير من لوحات “بقعة ضوء” الذي استطاع من خلالها أن يخلق كاريكايرات مختلفة عشنا معها مختلف المشاعر والعواطف.
“يا هلالاً غاب عن عيني وراح، تاركاً في القلب ناراً واستراح” هذه هي العبارة الأخيرة التي نشرها “قنوع” على حسابه الرسمي على فيسبوك يستذكر فيها والده الراحل “مروان قنوع” بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، فربما القدر عرف مدى اشتياق الابن لوالده فجاء الموت ليخفف من حدة هذا الاشتياق ويأخذه إلى مثله الأعلى كما كان يقول، فأصبح كما والده “هلالاً غاب عن أعين محبيه وترك في القلب ناراً واستراح”.
