شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – هاني هاشم
أوضح “عبد المنعم عنان” سفير سورية في إندونيسيا لـ “شام تايمز” أن إندونيسيا ليست مقصد “هجرة شرعية أو غير شرعية” فيما يخص مفرزات الأزمة السورية، مبيّناً أنها بمثابة “ترانزيت” نحو أماكن أخرى، موّضحاً أن العديد من الحوادث التي حصلت مع بعض الأفراد وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنطبق عليها معايير حوادث الإتجار بالبشر.
وكشف “عنان” أن الحادثة الأضخم هي التي كانت منذ حوالي الـ 10 أيام، حيث عمل مواطن سوري اسمه “نهاد اللاظ”، مقيم في إندونيسيا منذ حوالي 30 عاماً على خداع حوالي 40 أسرة وأتى بهم من قرى “وادي النضارة” في حمص موهماّ إياهم أنه سيوصلهم إلى أستراليا عن طريق مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في “جاكرتا”، مبيّناً أن السفارة اكتشفت الأمر باتصال من دمشق، واتصال بعض الضحايا الموجودين في مدينة “بوغور” على بعد 40 كم من جاكرتا.
وأوضح “عنان” أن القنصل “ناهض محايري” ذهب لمقابلة العائلات السورية هناك، حيث سلبهم المحتال كل ما بحوزتهم، مستعيناً بشبكة تعمل معه في قرى “وادي النضارة” والمؤلفة من ابنه وصهره ومحامي خاص بهم، حيث أن بعض العائلات منحتهم بيوتها وممتلكاتها الخاصة على أمل الوصول إلى أستراليا.
وأوضح “عنان” أن السفارة وجدت 30 عائلة، بوضع مزري للغاية، حيث لجأوا إلى السفارة بعد نفاذ كل مدخراتهم، مشيراً إلى أن الرجل المحتال تقاضى على ذهاب أي مريض منهم إلى المشفى عمولة 40% من الأجور المقررة، و20% من العملة التي يريدون تصريفها.
وبيّن “عنان” أن السفارة تواصلت مع السلطات الإندونيسية لتسوية أوضاعهم كونهم أصبحوا مقيمين بشكل غير شرعي، حيث أن غرامة الإقامة بهذا الشكل 70 دولار لليوم الواحد، وطالبت باعتقال المحتال، كاشفاً أن السفارة استطاعت إقناع السلطات بإعفائهم من الغرامات كونهم ضحايا الاتجار بالبشر، وذلك بعد أن قدّم الضحايا إفاداتهم.
وأكدّ “عنان” أن السفارة تتابع مع وزارة الداخلية والخارجية الإندونيسية ووزارة العدل وحقوق الإنسان لضمان مقاضاة المحتال ونيله العقاب، وهناك جوانب لم يكشف عنها السفير تتصل بسلامة الضحايا حيث ترك المجال للجهات القضائية للتحقيق فيها.
وأوضح “عنان” أن السفارة قدّمت تقارير مفصلة باسم الشخص والأشخاص المتعاونين معه في قرى “الوادي” لوزارة الخارجية السورية وإدارة مكافحة الاتجار بالبشر التابعة لوزارة الداخلية، وذلك بهدف تحقيق العدالة ومنع المزيد من الأشخاص للانجرار وراء الأوهام للوصول إلى استراليا، مشيراً إلى أن الأمر شبه مستحيل حيث أن السلطات الأسترالية تضع شروطاً صارمةً جداً لوصول اللاجئين إلى أراضيها.
وتمنى “عنان” على الإعلام بشكل عام أن يرفع الصوت ويحاول الوصول إلى أكبر عدد من السوريين لتحذيرهم من الانجرار وراء تجار البشر، ويجب أن يعلم الجميع أن البلاد الأخرى ليست الفردوس ومن الوهم القول إنه بمجرد وصولهم إلى تلك البلاد سيجدون الفلل والفنادق الخمس نجوم تنتظرهم، وبالتالي يجب ان يكون الإنسان على درجة عالية من الوعي والحكمة وأن يدقق جيداً قبل ان يقوم بأي مغامرة من هذا النوع قد تكلفه كل ما لديه وخاصة عائلته.
