درس المغرب الخارق ..الأسود تطير!

على سبيل الدروس الكثيرة التي اتحفتنا بها نسخة المونديال العالمي الحالية، يبرز الدرس المغربي الخارق للعادة إذ قلب المفاهيم الكروية وأطاح بالمسلمات والنظريات الوضعية، وحقق ما يشبه الإعجاز بوصوله التاريخي إلى الدور نصف النهائى ،كأول منتخب عربي وأفريقي يفعلها، مطيحا بكبار أوربا والمصنفين الأوائل على العالم تباعاً، جعل الشمس الكروية تشرق من المغرب، والأسود تحلق.
ما فعله المنتخب المغربي لم يأت صدفة رغم الظروف التي أحاطت بمعسكره من إصابات تحامل عليها الشجعان بروح الابطال التي تدرس، فهو تأهل إلى الدور ثمن النهائي من صدارة مجموعته،و استدرج الماتادور الإسباني إلى عرينه قبل أن يفترسه بالترجيح من خلال وصفة تكتيكية ناجعة للراكراكي، واتبعه برفاق كريستيانو رونالدو في ربع النهائي دون الحاجة للذهاب إلى اوقات إضافية، بشخصيته الواثقة ونضج لاعبيه الفني والتكتيكي، ومن خلفه مدرب محنك يعرف ماذا يفعل وماذا يريد، وكيف يدير بذكاء وواقعية جوقة الاسود المزمجرة التي يحمي عرينها بونو ..وما ادراك ما بونو التاريخي الذي خرج بشباك نظيفة ( كلين شيت) في ثلاث مناسبات منها واحدة تضمنت ركلات الترجيح.
إذا نظرنا إلى القيمة التسويقية للفريق المغربي نجد بأنه أقل بكثير أمام منتخبات كبيرة خرجت من الأدوار الأولى والإقصائية للمونديال( البرازيل، أسبانيا، ألمانيا، البرتغال …..)، وحتى الدوري المحلي المغربي لا يمكن قياسه بالدوريات الخمس الكبرى التي ينشط بها لاعبو تلك المنتخبات، إلا أن تجربة لاعبي المغرب في الخارج وحتى الداخل، وقدرة المدرب على توليف المجموعة، والعقلية الاحترافية لعناصرها، الإرادة، العزيمة، الروح الإيمان بالذات فعلت فعلها، وما زال هنالك متسع من فرصة للإتيان بالمعجزة ” كأس العالم”، وحتى إن لم يتمكن المنتخب المغربي من فعلها، فهو لحد الٱن كان أسد الأسود في المونديال، والفرصة أمامه متاحة لاعتلاء منصة التتويج، بعد أن قفز قفزة هائلة في التصنيف العالمي للمنتخبات.
محمود جنيد

شاهد أيضاً

جبلة يفوز على الوحدة وحطين على الحرية بالجولة العشرين من الدوري الممتاز لكرة القدم

شام تايمز – متابعة فاز فريقا جبلة وحطين على الوحدة والحرية، أمس الاثنين، في ختام …