تفاعل كبير شهده اليوم الأول من مهرجان ليالي الموشحات والقدود الحلبية ” صنع بسحر”

شام تايمز – حلب – أنطوان بصمه جي

شهد اليوم الأول من مهرجان ليالي الموشحات والقدود الحلبية تحت اسم “صنع بسحر” تقديم موشحات وقدود من مقامات الصبا والنهاوند والعجم على مسرح دار التربية بحي الفيلات بحلب، وسط حضور شعبي وعشاق الطرب الحلبي.

وامتلأت مقاعد المسرح قبل موعد بدء الحفل وتفاعل الجمهور المتذوق مع موشحات وقدود المطرب “عمر سرميني” والفنانة “رنا معوض” والفنان “فارس أحمر” برفقة الفرقة الموسيقية بقادة المايسترو “معاذ قرقناوي”.

واستعرض الباحث والمؤرخ “محمد قجة” تاريخ مدينة حلب وتسجيل المدينة القديمة وبعض الأحياء خارج أسوارها عام 1986 في قائمة التراث العمراني الإنساني من قبل اليونسكو، مبيناً أن القدود الحلبية لها تاريخ كبير في أعماق الزمن، فالحركة الموسيقية في حلب ليست وليدة اليوم بل لألفي عام قبل الميلاد عندما كانت عاصمة لمملكة “يمحاض” العمورية وتواجدت في القصر فرقة موسيقية للمناسبات الرسمية وهي ذاتها كانت تؤدي التراتيل الدينية في معبد قلعة حلب للإله حدد وعشتار.

وتابع “قجة” السرد التاريخي الذي يدل على تجذر الحركة الموسيقية في حلب على مر الأزمان والعصور، مبيناً أهمية الزوايا الصوفية في حين احتكت الموشحات الحلبية مع الأندلسية في العصر المملوكي حينما توافد شعراء كثيرون وتطور الموشح الأندلسي بما سميناه الموشح الحلبي، مبيناً أن القدود الحلبية تمتد لحوالي 500 عاماً وطورتها الزوايا الصوفية وعلى الأخص الزاوية الهلالية في حي الجلوم حيث مر بها كبار المطربين وتخرجوا منها.

وبيّن مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون “حبيب سلمان” أن المهرجان الفني الأول في حلب جاء برعاية وزارة الإعلام لدعم الفن الراقي وصون تراثنا المادي واللامادي لتكون الهيئة ذاكرة بصرية لسورية المنتصرة، وتعد مدينة حلب حجر أساس انتصار البلاد وتنميتها المستقبلية، ووضع حجر الأساس لمهرجانات وطنية تكون القدود الحلبية القدوة في انطلاقتها من حلب.

وأضاف “سلمان” أن المهرجانات الفنية التالية ستكون تشاركية مع الفعاليات المجتمعية، ففي كل محافظة تراث يستحق مهرجاناً لصون التراث، وأن مهرجان الموشحات والقدود الحلبية هو الانطلاقة والملاقاة بعد تسجيلها في التراث الإنساني اللامادي بجهود وتنظيم السيدة الأولى والأمانة السورية للتنمية وشركاء الفن والإبداع في حلب.

أسطورة الطرب الفنان الحلبي “عمر سرميني” بيّن أن المهرجان تجسيد للمقامات الموسيقية السبع واختصار أوائل أحرف المقامات ودمجها بكلمة “صنع بسحر” وقدم ٣ موشحات وقصيدة ارتجالية وسلسلة من القدود “يارب يا عالي شوف عبدك_ عاليانا_الله الله يا جملو_ يا مسعد الصبحية” بموشحات وقدود مقام الصبا.

الفنانة “رنا معوض” قدمت موشحات وقدود على مقام النهاوند والتي بينت أهمية مشاركتها انطلاقاً من كونها ابنة مدينة حلب وللحفاظ على الأرث الفني من قدود وموشحات وحماية التاريخ الفني، معبرة عن فرحها لاختيارها من بين الفنانين المشاركين، في حين قدم الفنان فارس أحمر موشحات وقدود على مقام العجم الذي بين أن المقام الموسيقي الأقرب له وتعلق الجمهور بالقدود والموشحات مؤكداً اهمية المهرجان بعد توثيقها في منظمة اليونسكو وبالتالي الحفاظ على التراث الحلبي، وحصد الحفل تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذين انسجموا مع ما قدمه المطربون من أداء وإبداع كبيرين.

يذكر أن مهرجان ليالي الموشحات والقدود الحلبية يمتد على مدار يومين ويتناول تقديم سبعة موشحات موسيقية من خلال سبعة مطربين.

 

شاهد أيضاً

تخصيص أرقام للاستجابة للمهجرين القادمين من حلب

شام تايمز – متابعة خصصت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أرقاماً هاتفية للاستجابة للمهجرين القادمين من …