افسحوا الطريق للمبدع

بقلم: فؤاد مسعد

كيف لفنان أن يقف وينتقد بشدة حال الدراما ويشارك في أعمال تافهة؟، كيف لكاتب يحكي عن أزمة نص ويقدم نصاً للتصوير يفتقر لأدنى مقومات النص الدرامي ويغص بالأخطاء الإملائية؟، كيف لمن بات اسمه مخرجاً بحكم (الغفلة) أن يحكي عن صعوبات التصوير؟، وهل لمنتج أميّ أن يقود دفّة إنتاج مسلسل؟.. وجود مثل هؤلاء بحد ذاته كارثة ابتلت بها الدراما السورية، وقد حان الوقت لإفساح الطريق أمام الفنان الحقيقي والكاتب المميز والمخرج المبدع الخلّاق والمُنتج الممتلك للمشروع الفني والثقافي الحقيقي، أزيحوا ما تضعونه من ركام أمامهم، أنصفوهم ليقدموا ما لديهم بحب وشغف وادعموا حضورهم في المشهد الدرامي.

لماذا لا نصنع دراما مبنية على النبل وأخلاق التعاطي مع المهنة، هي أخلاق حاول المؤسسون تكريسها يوماً وأتى من ضرب بها عرض الحائط، لماذا لا نصنع دراما أساسها الأخلاق والإبداع ونفتش فيها عمن يمتلك الملكات الحقيقية بعيداً عن المحسوبيات والمعارف وتبويس الشوارب، وإنما يكفي وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.. وإن كان بمثل هذا التوجه تنهض الأمم فكيف الحال بالنسبة لدراما تعبق عراقةً وأصالةً، مما لا شك فيه أن هناك الكثير لننجزه والكثير من النوايا الطيبة، ولكن بقيت الخطوة الأهم المتمثلة بترجمة ذلك كله على أرض الواقع وألا يبقى حبيس كلام الندوات الفنية والتصريحات الإعلامية.

كيف لمبدع حقيقي أن يعطي من كل قلبه ووجدانه وهو يدرك في قرارة نفسه بأية صيغة (مُتعارف عليها في السوق الإنتاجي) سيتم التعاطي مع مُنتجه، ولكي يمنح ابداعه النابع من عمق ذاته عليه أن يمتلك الثقة بآلية وطريقة التعاطي معه المبينة على الاحترام وتقدير الجهد كخطوة أولى، ربما ينجر هذا الكلام على الكثير من القطاعات التي يجثم على كراسيها من هم بعيدون عن فعل العطاء الحقيقي وتقديم ما يفيد، لذلك أقول مرة أخرى افسحوا المجال أمام المُبدع الحقيقي والباحث والدارس والأكاديمي والخلّاق والمُبتكر ومن يمتلك الخبرة والمعرفة والثقافة والموهبة والدراية والشغف، فلمثل هؤلاء الحق في المشاركة ضمن عملية البناء والتطوير.

شاهد أيضاً

ريف دمشق..القبض على مجموعة تروج عملات أجنبية مزورة

شام تايمز- متابعة ألقى قسم الأمن الجنائي في بلدة السيدة زينب بريف دمشق القبض على …