تعهّد السفر لطلاب الجامعات فقاعة “فيسبوكية” أم حقيقة؟

شام تايمز – كلير عكاوي

يحتار الصحفيون في هذه الأيام أي حدث يتابعون للبحث في تفاصيله، وإيجاد الحلول وإطلاق التوضيحات في خضم موجة القرارات التي تسببت مراراً بجدل كبير في أوساط الرأي العام.

“سومر” أحد الطلاب المقبلين على التخرج في “كلية الاقتصاد – جامعة دمشق”، ومن الذين لم يساعدهم عقلهم على تفسير القرار الأخير الصادر عن الجامعة، الأحد، والذي تضمّن عدم منح كشف علامات أو مصدقّة تخرّج، في عدد من كلياتها إلا بعد حصولهم على بيان تفصيلي من الهجرة والجوازات توضح فيه حركة القدوم والمغادرة، قائلاً لـ “شام تايمز”: “لا يحق لأي جهة أن تمنعني من السّفر حتى لو كان الهدف إحصاء أعداد الطلاب التي تنوي الرحيل”.

وبينما كان القرار يدخل حيّز التنفيذ كانت “سميرة” طالبة في “كلية الآداب – جامعة دمشق” تحصي ما تبقى لديها من مال جنته من عملها المسائي لتضيف ساخرة لـ “شام تايمز”: “هل تكفي 5 آلاف ليرة إضافية على مصاريف الطالب للحصول على مصدّقة التخرج أو كشف العلامات؟”.

ولم يفقد الصحفيون الذاكرة، فحال صدور القرار مرّ أمام أعينهم مشروع التحول الرقمي الذي ترعاه الحكومة للاستمرار في تأهيل وتحديث البنية التحتية، والتوسع في نشر خدمات الاتصالات الأساسية وتقانة المعلومات، بما يتيح وصول الخدمات لأكبر شريحة من المواطنين، والوصول إلى الأتمتة في إخراج المعاملات الحكومية، في حين جامعة دمشق تهتم بالورقيات ولا ترضى النزوح عن زيادة المتاعب عند الطلاب، بحسب قولهم.

وانتشرت الأقاويل على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المتابعين، معتقدين أن السطور تخفي الأهداف الحقيقية للقرار، وهذا يعكس قلة ثقة كثيرين بقرارات الجهات المعنية، حسب تعليقاتهم.

وعلى الرغم من محاولات كثيرين كتابة التوضيحات، إلا أن اشاعات عديدة تداولتها الأوساط الطلابية وغيرها كمسألة فرض “تعهد السفر” على الطلاب.

الأستاذ في جامعة “البعث – حمص” والأستاذ في “الجامعة الوطنية الخاصة – حماة” “حسين ونّوس” كتب عبر “فيسبوك” بخصوص القرار الذي صدر من جامعة دمشق، مؤكداً أنه لا يهدف لمنع سفر أحد، ولكن لمعرفة إن كان الطالب في “الأفرع النظرية التي لا تتطلب التزاماً بالدوام” متواجداً أثناء تقديم الامتحانات، وأنه لم يوكّل الأمر لشخص آخر ليقدّم عنه الامتحان ولاوجود لعملية انتحال!، معلّقاً: “القرار واعي ومن حق الجامعة أن تتأكد”.

من جهته، نائب رئيس جامعة دمشق “صبحي البحري” أفاد لـ “شام تايمز” أن القرار صدر بعد ضبط حالات انتحال شخصية في الامتحانات لطلاب أو أشخاص يقدّمون امتحاناتهم عن طلاب آخرين متواجدين خارج البلاد، مشيراً إلى أن القرار يشمل الكليات النظرية التي لا تتطلب دواماً عملياً، إضافة إلى الكليات التطبيقية التي تتّخذ إجراءات بحق الطلاب غير الملتزمين بالدوام.

وأضاف “البحري”.. “لا علاقة لنا بمن غادر أو لم يغادر خارج أوقات الامتحانات”، منوّهاً اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مخالفات انتحال الشخصية، حيث يتم فصل الطالب وإحالته إلى القضاء.

وشمل القرار طلاب كليات الآداب والعلوم الإنسانية والاقتصاد والتربية والحقوق والشريعة والعلوم السياسية في جامعة دمشق وفروعها.

شاهد أيضاً

الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون الجوع

شام تايمز – متابعة أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه بعد مرور 200 …