شام تايمز – حمص – هبه الحوراني
يحتفلُ طلاب الجامعات عند نهاية دراستهم بتخرجهم بعد التقدم بمشاريع تّخرج عانوا فيها الأمَرَّين من سهر وكتابة وطباعة وبحث عن مراجع حتى يتم إنجازها على أكمل وجه، ولا يخفى على أحد ما يرافق هذهِ التحضيرات من مصاريف كبيرة وخاصةً في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، وتراوحت الآراء بين مؤيدين ومعارضين لحَفلات التخرج والمصاريف الكبيرة التي تلزمها.
الطالبة “ل س” قالت لـ “شام تايمز”: “هذهِ السنة كانت الأسعار مرتفعة جداً وكل يوم تأخير كانت ترتفع فيه الأسعار بين 1000 و2000 ليرة لأننا نضطر لشراء التجهيزات على دفعات، وعند الانتهاء نكتشف وجود نقص وعندما نشتري المزيد تكون الأسعار دبل”.
وتابعت الطالبة: “بالنسبة لملابس التخرج كلفتني 70 ألف، والوشاح مع قبّعة التخرج 35 ألف، أمّا ضيافة الدكاترة 35 ألف مضروبة بأربعة لأننا أربع بنات وبالنهاية لم يبقى لمعازيمي ضيافة، وبالنسبة للكتاب وباقة الورد كانت كلفتها 25 ألف، والحمد لله استطعت توفير أجرة التصوير لأن أصدقائي يعملون بالتصوير الفوتوغرافي وتبرعوا لالتقاط الصور، بالإضافة لتفاصيل ومصاريف أخرى لا يسعني ذكرها، في النهاية لا يخفى على أحدّ أنّ هذهِ التكاليف باهظة جداً لكن فرحة التخرُّج مرّة في العمر وقد ذُقنا الويلات حتى وصلنا إلى نهاية الطريق، فتجهيزات التخرج والمشروع بنظري ونظر الكثيرين أهمّ من حفلة الخطبة والعرس لذلك لم أبخل على نفسي أبداً”.
أما الطالبة “ماري” فقالت لـ “شام تايمز”: “مجتمعنا مُجتمع المظاهر والبروظة، وأكثر من نصف تكاليف مشروع التخرج كان من المُمكن الاستغناء عنها”، واكتفت زميلتها الطالبة “دعاء” بقولها “يلي معو حلال عليه” فبنظرها التخرج هوَ فرحة العمر التي لن تتكرر.
بدورها الطالبة “رزان” قالت: “الحفلة عبارة عن ارتداء زيّ التخرج والتقاط الصّور التذكارية فقط وهذا ما قمت بهِ فعلاً، لأنّ ما تبقى بنظري عبارة عن مظاهر ليسَ أكثر، فجميع الطلاب يتخرجون وبالتالي ذلك ليس إنجازاً عظيماً، وبالنسبة للحلوان والضيافة ليسَ من الضروري أن يكون في الجامعة، فضيافة المنزل البسيطة البعيدة عن الأضواء تكفي، وفي النهاية العبرة بالقيمة المعنوية لفرحة التخرج وليست بالثياب الثمينة والمكياج والمصاريف الباهظة”.
الطالبة “ليندا” تنظر لهذهِ الظاهرة أنها نوع من المُبالغة، ومن وجهة نظرها هناك عِقد نقص لدى البعض لذلك يبالغون بالتجهيزات دون مراعاة وضع الزملاء الذين ليس لديهم قدرة مادية على هذه المصاريف، وللأسف هذه الظاهرة تزداد بعد نهاية كل حفل تخرج من باب الغيرة والبذخ.
وأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قراراً العام الماضي منعت فيه الضيافة والهدايا أثناء حفلات مشاريع التخرج لتخفيف المصاريف على الطلاب.