“سباق مع الملائكة”

 بقلم هاني أسامة ساطع

لا يوجد خلاف على أن الكثير منّا طرح ولايزال يطرح تساؤلات تعبر عن واقعنا وبعضاً منها قد تحول بالفعل الى شكوك وجودية تنفي العدالة والرحمة الإلهية، فمنها: أنه لماذا لم يتركنا الله في الجنة وللأبد؟ ومن البداية؟

ولماذا جعل فينا عيوباً يعاقبنا بها بآلامنا على هذه الأرض؟ بل نبتعد أكثر بعواطفنا ونقول أنه ألم يكن من الأفضل لو أننا لم نخلق أصلاً مادام الشر كامناً فينا؟

تساؤلات وتخبطات عديدة ربما يراها البعض محرّمة نتيجة ثقافة مجتمع أو ربما تكون خوف من عواقب مخزية قد تصيب الفرد، ولكن كيف يكون ذلك صحيحاً؟ وحتى الملائكة لم تتردد في سؤالها للخالق بقوله سبحانه:

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) *البقرة* وكلمة خليفة تعني مندوب ووكيل وممثّل وبالتالي فإن الإنسان يمثّل الله في الأرض.

وكلمة خليفة تعني مندوب ووكيل وممثّل وبالتالي فإن الإنسان يمثّل الله في الأرض.

أما الملائكة فكان جوابهم رائع ومقلق في نفس الوقت والسؤال في جوهره يقول: لماذا يا رب تجعل على الأرض من في طبعه الفساد وارتكاب الجرائم؟ وما كان للآية أن تنتهي بالشرح بل بالتذكير القرآني أن الله يعلم مالا نعلم.

نستنتج أن وجود الإنسان جزء من هدف عظيم، واتباعنا للفضائل وحدها التي تبث فينا أمل الاستمرار والبقاء، ولكي نرتقي في الفضيلة لا بد من ثلاثة أشياء وهي الإرادة الحرّة (أو القدرة على الإختيار) والفكر (بحيث يكون المرء قادراً على تقدير نتائج اختياراته) والمعاناة والشدة.

إن هذه العناصر الثلاثة تناقش التطور الفكري والروحي، فلكي يكبر الإنسان في العطف لا بد له من المعاناة، وبدوره فالعطف يتطلب الاختيار، أي القدرة على الوصول الى هذا الشخص المحتاج للعطف، والتفكير ضروري ليكون الشخص قادر على استخدام عواطفه بالشكل الصحيح، استناداً على ما علّمنا إياه الله وميزنا به عن الملائكة، فمن خلال صدقنا مع الخالق والخلق ومع أنفسنا نستطيع الاستمرار.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …