الشريط الإخباري

الأطفال يفقدون فرحة العيد.. “عيد أيه اللي انت جاي تقولي عليه”؟!

شام تايمز – ديما مصلح

تشهد أسواق الملابس المستعملة “البالة” ازدحاماً ملحوظاً في دمشق ومحافظات أخرى، بعدما أصبحت خياراً للكثير من المواطنين على وقع ارتفاع الأسعار الجنونية للألبسة، وما تمر به البلاد من أزمات متتالية.

“حتى بسطات البالة تكبرت علينا” هكذا بدأت “أم رامي” حديثها لـ “شام تايمز”، بعدما توجهت لشراء ملابس لها ولأطفالها ولكنها تفاجأت بارتفاع أسعارها في البالات لتقارب أسعار الجديدة منها، وفي أغلب الأوقات نرى ارتفاعاً أكثر من باقي الأسواق.

وتابعت السيدة أن الأسعار غير منطقية وغير مستقرة يوميا والدخل لا يتقاطع مع القدرة الشرائية، منوّهة إلى وجود فرق بين البسطات كونها مصدر مهم لتأمين احتياجات السوريين من الملابس، مقارنة مع أسعار المحال التي تزيد حتى عشرة أضعاف، وحتى “البسطة” لم يعد هناك قدرة للبعض على شراء الملابس.

وتسير “إيمان” مع زوجها وأولادها الخمسة في سوق الإطفائية للملابس المستعملة وسط دمشق، قبيل حلول عيد الأضحى بأيام، وتقول لـ “شام تايمز”.. إن جدتها كانت تردد مثلاً شعبي دائماً ولكنها لم تفكر سابقاً في معناه وهو “اللي ما له بالة ماله عيد”، وتتذكره وهي تسير في السوق لأول مرة في حياتها، لتستطيع أن تسعد أطفالها في شراء بعض قطع الثياب، مشيرة إلى أن ثياب البالة أيضاً مرتفعة ولكن الرمد أفضل من العمى، بحسب تعبيرها.

وتشعر “إيمان” ببعض الإحباط، كون الجديد غالي والمستعمل غالي، قائلةً إن “التجار يستغلون الوضع المعيشي السيئ ويرفعون الأسعار حسب رغبتهم بما أنه لا يوجد رقابة على هذا السوق”.

وأثناء رصد “شام تايمز” أجواء العيد في حي ركن الدين بدمشق سألنا “رشا” عن أجواء العيد وشراء ملابس العيد؟!

ابتسمت وفي عينيها دمعة حزن، وقالت.. “عيد أيه اللي انت جاي تقولي عليه”، أنا بدي اشتري ملابس لأولادي أنا من سنتين ما اشتريت قطعة جديدة، لحتى اشتري بهذا الغلاء الفاحش”.

ونوّهت إلى أنها زوجة عسكري متقاعد متوفي وراتبه قليل جداً، فكيف تستطيع أن تأكل وتشرب وتشتري مستلزمات الأولية لكي تشتري أشياء ثانوية. مضيفةً أنها تستند لجمعية خيرية وتستلم معونة كل 60 يوماً، ولكنها منعت من استلام المبلغ المادي البسيط الذي يعادل5000 ل.س، كونها والدة لشابين، ولكن شبابها متزوجين ومستقلين لوحدهم، ولديها في المنزل طالبة جامعية لم تستطع إكمال دراستها بسبب الظروف المادية القاهرة وشاب في بداية عمره، وهي مريضة سكر وتقولون لي “ملابس عيد”.

ووفقا لهذا الواقع يفقد الأطفال الفقراء لذة العيد، وسط حالة من الجشع تصيب أصحاب المحالات التجارية في رفع أسعار الملابس وخاصة ملابس الأطفال في المناسبات، متذرعين بأن أغلب المعامل لا تعمل كما كانت سابقاً.

ويتفق الجميع ممن التقيناهم على ضرورة تحمل الجهات المعنية مسؤولياتها لحماية المستهلك من الأسعار المرتفعة.

شاهد أيضاً

الخميس القادم.. انطلاق مؤتمر ومعرض الدفع الإلكتروني الثاني في سورية

شام تايمز – متابعة بدعم من وزارة الاتصالات والتقانة تنطلق يوم الخميس القادم، فعاليات مؤتمر …