شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – طرطوس – رهف عمار
بين جدران طرطوس القديمة، تكامل المشهد العتيق بحضور عدد من كبار السن، الذين افترشوا المنطقة بمنتجات صنعوها بأيديهم، وهوايات ومهنٍ احترفوها منذ عقود طويلة ورافقتهم حتى في سنوات اغترابهم، ليقدموا للناس نتاج حرفٍ وجهود ما زالت تحظى على اهتمامهم رغم صعوبات الحياة.
بقيت بعيداً عن أهلي 45 عاماً، وحين سافرت لأول مرة كنت في الثامنة عشر، بهذه الكلمات بدأ الضابط البحري المتقاعد “زياد علوش” حديثه لـ “شام تايمز” عن هوايته في جمع الأصداف وتحويلها لتحف وفخاريات بتصاميم من وحي خياله، وهي هواية قديمة من أيام المراهقة بقيت معي حتى بسفري في البحر، حتى أنني كنت أجمع أنواع مميزة من الصدف بكل ميناء نرسي به، تختلف أنواعها عن بعضها البعض وهي غير موجودة على شواطئنا، استخدمها الآن في الأشغال اليدوية.
البحار “علوش” روى صعوبات غربته، التي لم تخلو من الخطورة والحوادث، عدا عن البعد عن الأهل والأبناء الذين كبروا في غيابيه، مختصراً لذتها الوحيدة في التعرف على ثقافات الشعوب، والانفتاح على الحضارات الأخرى.
أما “اسماعيل الحاج معلا” الذي يبدع بإنتاج الحرير وتربية القز، أشار إلى أنه يعمل بهذا المجال منذ حوالي الخمسة عشر عاماً مع والدته وشقيقته اللتان تساعدانه في الخياطة والتصاميم العصرية، أما هو يهتم باليرقات ويقوم بتربيتها واستخلاص الخيوط منها لتصبح في مرحلة الإنتاج، ولم يخلو الحديث عن بعض الهموم التي تواجه الحرفيين بشكل عام، حيث أخبرنا “معلا” عن صعوبة التسويق حالياً فهو يحتاج إلى مواكبة التكنولوجيا والتطور، والمعارض الخارجية، كون الإقبال بشكل عام على الحرير جيد ومرغوب ولكن سعره باهظ والظروف لا تسمح باقتنائه.
وفي تصريح خاص لـ “شام تايمز” من “كنانة إبراهيم” منسقة برنامج الدعم النفسي والاجتماعي في جمعية البتول أشارت إلى الإقبال الجيد من قبل مختلف الفئات العمرية، وتنوع المشاركات من قبل المسنين الذين تصل أعمارهم فوق الـ٦٠ عام من كروشه ونحت ورسم وحرير إضافة لتصنيع آلات العزف.
وأكدت “إبراهيم” أن مجموعة من كبار السن المستفيدين من برنامج التدريب المنزلي لكبار السن ضمن قسم الدعم النفسي، شاركوا في المعرض والذي كان ختاماً لأنشطة اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين وقد تضمن المعرض أعمال يدوية وحرفية ولوحات بأيدي 15 مسن.
كما تضمن المعرض عزف على العود ومشاركة من فرقة للأطفال، كما يوجد مكان مخصص للاستراحة مصمم من التراث ومواكب لذاكرة وأذواق المشاركين.
