“دوما” ترسمُ مستقبلاً جديداً بريشة الانتخابات

شام تايمز – حسن عيسى

بعد أكثر من ثلاث سنواتٍ على تخلّصها من حُكم الحديد والنار، رحّبت مدينة دوما في ريف دمشق بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي، من خلال احتفالٍ جماهيري لم تشهده المدينة منذ سنواتٍ مضت، احتشد فيه الآلاف من السكان المحليين والضيوف الذين قدموا من عدة مناطق في العاصمة دمشق وريفها.

دوما التي اتّخذ إرهابيو ما يُسمى بـ “جيش الاسلام” منها مقراً لهم عام 2012، والتي كانت محط استثمارٍ خارجي للضغط على الدولة السورية، بورقة أولئك الإرهابيين، بدت من خلال تلك الفعاليات وكأنها لم تذق بالأمس مُرّاً، خصوصاً مع كل تلك الأفراح والابتهاجات التي عبّر من خلالها السكان، عن سعادةٍ لربما لم تغمرهم منذ عقدٍ من الزمن.

وبالرغم من أن المدينة كانت في فترةٍ ما، ضمن أخطر المناطق السورية وأقلها أماناً، نظراً لشريان الإرهاب الذي تدفّق منها وإليها، إلا أنها ظهرت خلال اليومين الماضيين بصورةٍ مغايرة تماماً لما كان عليه الوضع إبان العام 2017، هتافاتٌ وشعاراتٌ وصورٌ للمرشحين وأعلامٌ زيّنت شوارع المدينة وساحتها، في مشهدٍ لم يتخيل أهالي المدينة حدوثه قبل عدة سنوات.

وفي حديثه لـ “شام تايمز”، أكد رئيس بلدية دوما “عدنان معيكة” أن أهالي المدينة كانوا بحاجة للفرح بعد نحو 7 سنوات حرب مرت عليهم، مؤكداً أنهم خرجوا بإرادتهم للتعبير عن رأيهم بكل حرية، معتبراً أن ما يحصل هو تحدي للغرب الذي يحارب بأساليب وحشية، تختلف عن أسلوب الكلمة الذي خرج به سكان دوما اليوم.

بدوره صرح مختار المدينة “عبد اللطيف طالب” لـ “شام تايمز”، أن ما تشهده مناطق الغوطة بشكل عام ودوما بشكل خاص، يمثّل صفعة للدول التي دعمت الإرهاب وعوّلت على دوما لتكون عاصمة له، مشيراً إلى أن الأهالي خرجوا بشكل عفوي للتعبير عن رغبتهم بوجود جهودٍ وطنية تحميهم، وليس عصابات إرهابية تهجرهم وتقتل أبناءهم.

ولفت “طالب” إلى أن التطور الذي تعيشه هذه المناطق أصبح تطوراً فكرياً وليس فقط عمراني، نظراً للحاجة إلى التخلص من الفكر التكفيري الذي عشعش في عقول الأهالي لسنوات، مبيناً أن هؤلاء الناس أصبح لديهم رغبة بالعمل السياسي ضمن البلاد، بعد أن كانوا مهمّشين فيها، وفق تعبيره، مشيراً إلى أنهم عاشوا تجربة مريرة ولا يودّون تكرارها مجدداً.

من جهته أشار “مأمون عبد الدايم” أحد وجهاء المدينة خلال حديثه لـ “شام تايمز”، أن الأهالي يؤكدون من خلال مشاركتهم الكبيرة في هذه الفعاليات، أنهم سيعيدون الألق إلى مدينتهم وكل المناطق المحيطة، من خلال المشاركة الفعالة في الاستحقاقات الدستورية وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، لافتاً إلى أنهم شعروا بالفرق الكبير والإيجابي بعد تحرير مدينتهم ودحر المسلحين منها.

وتعد دوما من المدن الاستراتيجية الهامة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث اعتمدها الإرهاب كمقرٍ له ثم انطلق منها إلى عدة مدن وبلدات محيطة منذ بداية الحرب التي فُرضت على سورية، فبقيت لعدة سنوات تحت سيطرته، قبل أن يحررها الجيش بعملية عسكرية واسعة عام 2018.

وتستمر الفعاليات والاحتفالات المُقامة ضمن مدينة دوما، حتى يوم 24 أيار الجاري، حيث من المقرر أن يكون يوم 26 أيار الجاري، موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية داخل البلاد، بعد أن تم إجراؤها، الخميس 20 أيار في السفارات والقنصليات السورية خارج البلاد.

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …