الحب في زمن “الكورونا”

شام تايمز – مارلين خرفان

عام 1985 صدرت الرواية الشهيرة الحب في زمن الكوليرا للكاتب الكولومبي “غابرييل غارثيا ماركيز”، حينها كتب “ماركيز” عن روايته.. “إن هذا الحب في كل زمان ومكان، ولكنه يشتدّ كثافةً كلما اقتربنا من الموت”، اليوم وبعد 35 عاماً، ضربت العالم جائحة “ك و ر و ن ا” وشكّلت نمطاً جديداً لعلاقاتنا العاطفية.

وعبّر المحبون بطريقة إلكترونية وأخرى تقليدية عن حبهم للآخر من على السطوح وشرفات المنازل ومن خلف الشاشات، نوافذ المستشفيات أيضاً، ووُلدت علاقات رومانسية خلال فترة الحجر الصحي عبر طرفاها عن حبهما من خلال أغنيات عبر تقنية الفيديو، فيما كان لتلك الفترة أثراً قد يكون سلبياً بالنسبة للبعض، حيث أُلغيت حفلات زفاف كثيرة أو أجلت وأخرى اختصرت على الثنائي فقط.

وعبر تاريخ البشرية شكلت مسببات الأمراض تهديداً مباشراً لبقائنا واستمرارنا، ودفع هذا مختصين في علم النفس التطوري إلى الاعتقاد بأن البشر قد طوروا مجموعة من الاستجابات اللاواعية التي تظهر بشكل خاص عند وجود مخاوف من انتشار الأمراض المعدية، وتقودنا هذه الاستجابات إلى ممارسة أنماط سلوكية معينة في محاولة لتقليل احتمال الإصابة بالعدوى، من قبيل أن يصبح المرء أقل انفتاحاً، وأكثر تجنباً للقاء الآخرين.

وأظهرت نتائج دراسة أجريت عام 2017 من قبل مجموعة من علماء النفس في جامعة “ماكغيل في مونتريال” لمعرفة ما إذا كان سلوك الأشخاص عند اللقاء يمكن أن يتغير في حال كانت لديهم مخاوف من خطر الإصابة بأمراض معدية، فهل سيكفّ الناس عن البحث عن العلاقات العاطفية إذا كان لديهم إدراك لا شعوري بوجود مخاطر صحية محتملة، أم ستنتصر الرغبة البشرية الطبيعية في إيجاد شريك؟، حينها لم يعلم الباحثون أن العالم على وشك المعاناة من تفشي جائحة “ك و ر و ن ا”، والآن، توفر نتائج عملهم بالتضافر مع نتائج دراسات نفسية أخرى أجريت بعد انتشار الجائحة، معلوماتٍ مهمة عن كيفية تأثير الأزمة على سلوكنا تجاه العلاقات العاطفية، كما تشير إلى الطرق التي تؤدي إلى تكوين علاقات بروابط أقوى وأعمق.

قد يفضل البعض الابتعاد عن شركاء محتملين إذا ما شعروا بأن هناك تهديداً صحياً، وبحسب نتائج دراسة جامعة “ماكغيل”، فإن تجنب “اللقاء الشخصي”، قد يعود إلى عامل نفسي يعرف باسم “نظام المناعة السلوكي”.

شاهد أيضاً

ياباني ينجو من فكي دب

شام تايمز- متابعة استعان ياباني بفنون الكاراتيه للدفاع عن نفسه ونجح في النجاة من هجوم …