قصة “بائع الحلوى”.. 50 عاماً على رصيف الذكريات

شام تايمز- طرطوس – زينب ضوّا

تحفر حكاياته تفاصيلها على تقاسيم وجهه، وفي عيناه الغائرتان ويداه المرتجفتان، ويشهد كفاح السنوات الطويلة على تجاعيد رسمتها حياة قضاها مع علب الحلوى وكرسيه الخشبي ورصيف ذكرياته.

“لا يعرف القراءة أو الكتابة ولكن الحياة علمته الكثير وزادت من عزيمته وإصراره على الاستمرارية فكان أقوى من كل الظروف”، يروي “ابراهيم محمد أسعد” الملقب بالعم “أبو علي”، قصّته لـ ” شام تايمز”، ذاكراً كيف بدأ العمل في بيع الحلويات منذ قدومه إلى سورية قبل أكثر من 70 عاماً، وتتضمن مبيع “مربى القرع والكعك وأقراص جوز الهند اللذيذة والصمون وغيرها” والتي تُصنّع بيد محلية في ريف اللاذقية.

وتقع بسطته التي صار عمرها نحو 50 عاماً، في شارع “النسوان” المتواجد في مدينة طرطوس على رصيف حجارته القديمة التي يقدم عليها “أبو علي” حلوياته صيفاً شتاءً غير مكترث بالأحوال الجوية، لافتاً إلى ضرورة السعي لكسب المال الحلال والصبر على الظروف.

وبيّن العم أن سبب تسمية شارع “النسوان” بهذا الاسم يعود إلى أن أغلب الباعة فيه كن من النساء، فعند وفاة زوج المرأة كانت تأتي بنفسها وتبيع في هذا الشارع ومع مرور السنوات سمي بشارع ” النسوان” نسبة لهن.

وعن الحرب التي دارت على الأرض السورية يقول “أبو علي”.. “سنوات الحرب علمتنا الكثير، وأول شيء أن الإنسان خلق من طين ونهايته طين، فالمحبة هي مفتاح القلوب والدواء لكل مرض”.

وبعيداً عن الكلل والملل، يعتبر بائع الحلويات العتيق، أن الحل لمواجهة الازمات الاقتصادية للناس هو العمل والسعي، مبدياً تمسكه بالتواضع، حاثاً الشباب على العمل.

وطالب “أبو علي” بطباعة مقابلته قائلاً.. “إنني لا أعرف القراءة أو الكتابة، لكن أنا سعيد بعدد الأصدقاء الذين أعرفهم وأحبهم ويحبونني”.

شاهد أيضاً

الرئيس الصيني يجدد تأكيد دعم بلاده إقامة دولة فلسطينية مستقلة

شام تايمز – متابعة جدد الرئيس الصيني “شي جين بينغ” التأكيد على دعم بلاده إقامة …