جودة الخبز تلفظُ أنفاسها الأخيرة في حمص ولا حياةَ لِمن تنادي

شام تايمز – حمص – هبه الحوراني – علي حسين الياسين

بعدَ ازدياد سعر ربطة الخبز، كان من المتوقع أن تتحسن جودتهُ لكن رُغمَ ذلك لم يلحظ المواطنون تحسناً واضحاً، ووصلت عدة شكاوى لـ “شام تايمز” من سكان مدينة حمص وريفها عن سوء الرغيف، والازدحام على أبواب المعتمدين.

تقول “أمّ بشار”.. “سلّمنا أمرنا لـ الله برفع سعر ربطة الخبز وليسَ أمامنا سوى أنّ نرضى بالأمر الواقع، ولكن لم نلّحظ أي تحسن في جودة الرغيف، وصباح يوم الثالث من تشرين الثاني عُدنا دون خبز بسبب الازدحام الذي أدّى إلى نشوب شِجار بينَ النّاس أمامَ باب المُعتمد في حيّ الأرمن، حيثُ أغلق صاحب المُعتمد الباب وانتهت المشكلة بتدخل الشّرطة”.

وقال شاب من سكان حي الزهراء رفض ذكر اسمه لـ “شام تايمز”.. “مللنا الحديث عن وضع الخبز السيء دون أي جدوى، والذي زادَ الطين بلّة هوَ توقف الفرن الذي يُغذي أحياء “الزهراء، الأرمن، حي السّبيل، العباسية، المهاجرين والحميدية” عن العمل يوم السّبت، ما أجبرنا على شراء الخبز السّياحي وخبز الصّاج أو أن نذهب لمنطقة وادي الذهب لشراء خبز الدولة حراً”.

ولم يسلم ريف حمص من سوء الخبز، وعلى سبيل المثال بلدة “الرستن” التي عانت كثيراً خلال فترة الحرب من قلة الموارد الغذائية ومنها الطحين الذي باتَ متوفراً بشكل لا بأسَ بهِ ولكن باقي المقوّمات شبه معدومة، والفرن الخاص بها يتوقف عن العمل بسبب الأعطال الفنيّة بحسب سُكان المنطقة.

وأكدّ المحامي “حمزة الطّويل” لـ ” شام تايمز” معاناة بلدة الرستن المستمرة، منذ أشهر طويلة ولا حياة لِمن تُنادي، فالخبز كما وصفَ سيء جداً من جميع النواحي، وتوجد قلة واضحة في الخميرة والطحين، والفرن يعمل على مزاج موّلدتهِ القديمة وكادر الفرن غير لائق في تعاملهِ مع الناس، ناهيك عن قلة النّظافة، وفي أحد المرات وجدنا “صرصور” داخل الرّغيف، بالإضافة لذلك فإنّ عملية نقل الخبز من الفرن إلى المراكز بطيئة جداً، ولا يصل الخبز إليها إلا “مُفتت”، وبسبب وضع الكهرباء السيء الاعتماد كله على المولدة القديمة وإذا تعطّلت يبقى الناس دون خُبز لمدة أسبوع وأحياناً أسبوعين، ويضطرون على شراء الخبز السياحي أو الحر، ويُعتبر فرن الرستن مُغذياً للبلدة وما حولها لذا يجب إعادة صيانتهِ واستبدال المولدة وتوظيف كادر لائق بالعمل كما يجب التأكيد والحرص على جودة الرغيف، بحسب “الطويل”.

وأوضح رئيس بلدية الرستن “حسان طيباني” “لشام تايمز” أن فرن “الرستن” هو فرن مؤقت وليسَ أساسي، وبالنسبة للحديث المُتناقل على ألسنة الناس “بإرسالنا كتاب لاستبدال المولدة وجاء الكتاب بالرفض” مجلس بلدية الرستن لم يرسل أي كتاب بخصوص هذا الأمر وعندما تتعطل المولدة يقوم عمال الصيانة بإصلاحها أو نستعير مولدة بشكل شخصي، ولكن يوجد فرن في المنطقة كان تحت سيطرة المسلحين سابقاً يمكن الاستفادة من معداته كقطع تبديل لذا أرسلتُ كتاباً لمحافظ حمص لتسليم مُعدات الفرن القديم لمديرية المخابز علّها تستفيد من القِطع، واستبدال الموّلدة وإصلاحها يُعتبر من اختصاص مديرية المخابر بحمص، وقلّة الإمكانيّات هي التي تعرقل سير العمل وجودة الخبز، ولو كانت الإمكانيات متوّفرة فلن تبخل بها مديرية المخابز”، حسب قوله.

أيضاً في الريف الشّرقي لمحافظة حمص وخاصةً منطقة المخرم الفوقاني، يعاني الناس من سوء جودة الخبز، وأكدَّ بعضهم أنّ الخبز عبارة عن عجين جاف وأحياناً يصل برائحة كريهة، وفي بعض الأحيان متكسراً وسميكاً وغير صالح للاستهلاك البشري، بالإضافة إلى قِلّة الكميّة والتأخر في استلام الخبز من المعتمدين وخاصةً مُعتمدي القرى المجاورة ويصل هذا التأخير حتى الساعة 9 مساءً في كثير من الأيام.

وبحسب تصريح مدير مخبز المخرم “محمد كيسين” لـ “شام تايمز” فإنّ فرن المخرم هو فرن آلي تابع للشركة العامة للمخابز، ويعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 13100 كغ من الدّقيق يومياً، يعمل بخطي إنتاج ويخدم أكثر من 57 قرية بالإضافة للقطع العسكرية، كما إنّ جودة ونوعية الخبز تتوقف على عدة أسباب “كالظروف الجوية، والعوامل الطبيعية، ونوعية الطحين، وجودة الخميرة، جميعها تلعب دوراً في جودة رغيف الخبز، وبدورنا نعمل بكاملِ طاقتنا لتقديم الأفضل ولكن هناكَ أسباب خارجة عن الإرادة وخاصةً بعدَ تخصيص معتمدين للقرى فالمسافة الكبيرة بين الفرن والمُعتمد لهُ تأثير كبير على نوعية الخبز أيضاً.

وتواصلنا في “شام تايمز” مع مدير المخابز في حمص الذي لم يُدلي بأي تصريح، كما أكدتّ مديريّة التموين وصول عدد الضبوط التموينية في محافظة حمص منذ بداية العام الحالي إلى حوالي “289” ضبطاً بينَ مخالفات إنتاج، وبيع خبز تمويني سيئ الصنع.

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة

شام تايمز – متابعة جدد الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال …