مع بدء موجات المطر الغزيرة قبل ثلاثة مواسم وحدوث الانهيارات والطوفانات وغرق الأنفاق .. و امتلاء الشوارع بالمياه والتي أصبحت كالمستنقعات … كانت تصريحات المعنيين بالخدمات والصرف الصحي عن أن تلك الموجات المطرية الغزيرة عبارة عن طفرة مطرية مفاجئة لم تحدث منذ زمن بعيد .. وربما تحدث كل قرن مرة !! لذلك فمن الطبيعي ألا تستوعبها (المطريات) وقنوات الصرف الصحي .. كما أن الكميات التي هطلت حينها كانت غير مسبوقة … !!
اليوم وبعد ثلاثة مواسم غزيرة ومتواصلة على التوالي ومع نزول أول قطرة مطر على شوارعنا يطفو على سطح مستنقعاتها سوء تنفيذ شبكات الصرف وتطفو اختناقاتها مستنقعات ومغاطس تحول الشوارع إلى بحيرات.. ولطالما أغلقت فيضانات الأمطار الشوارع وحاصرت الناس في بيوتها …كل ذلك يحدث على وقع تصريحات خدمات المحافظات والبلديات عن استعدادها التام لاستقبال مواسم الخير بتعزيل وفتح المطريات ووو…. لتأتي أول هطلة مطر لتكذب الغطاس وكل إجراءاته واستعداداته ..
الحلول باتت معروفة ولاتحتاج لمسبار أو عرّاف يتنبأ بخطوط سير المياه وطرق تصريفها … والتي طالتها التعديات والزحف العمراني وذلك بالسطو على كل مجاري المياه والوديان الطبيعية التي تستوعب أكبر كميات مطر هاطلة رسمتها وحفرتها الأمطار عبر سنوات طويلة.. لذلك بات حرياً بالخدمات الفنية للوحدات الإدارية تعديل وتوسيع خطوط الصرف بما يتناسب مع الكثافات السكانية والغزارات المطرية ودراسة المصبات والمصائد المطرية بشكل فني وبحيث تكون قادرة على استيعاب أية غزارات قادمة …
بدل أن يتحفنا المعنيون عنها بتصريحاتهم وتبريراتهم المقززة والوقوف على ضفاف وشواطئ مستنقعاتهم يتغنون بأمجادهم واستعداداتهم الخلبية ..!!!

معذى هناوي