معادلة “إدلب – قره باغ” تزعزع ميزان التحالف التركي الروسي

شام تايمز – إدلب

تغيب الإحصاءات الرسمية داخل محافظة “إدلب” حول أعداد قتلى الغارة الروسية الأخيرة، التي استهدفت معسكراً لتدريب الإرهابيين وتصديرهم للقتال خارج الحدود، حيث أشارت المعلومات الأولية إلى مقتل 76 إرهابياً، فيما رجحت مصادر محلية إلى ارتفاع الرقم خاصة أن عدد الجرحى يبلغ أكثر من 100 بعضهم إصابتهم خطرة.
وتتباين الآراء حيال استهداف الطيران الروسي الاثنين، بغارة جوية لما يسمى “فيلق الشام” بمنطقة “الدويلة” شمال غربِ إدلب، وهي منطقة تتمركز فيها فصائل مسلحة مدعومة من “أنقرة”.
وترجم البعض الخطوة الروسية أنها بداية لكسر ما وصفوه بـ “التحالف” الروسي التركي وما يحمل من تفاهمات وخاصة فيما يتعلق بمصير “إدلب”، بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مرضي مع تركيا، فيما وصف أخرون ما جرى أنه أداة تصعيد روسي مكثف لكسب تنازلات جديدة من “أردوغان” في مناطق نزاع أخرى وقد تكون ساحة الصراع في “قره باغ” مثالاً على ذلك.
وتشير الدلالات حسب مراقبين، إلى أن الاتفاق الروسي التركي قد بدء بالتصدع، وخاصة مع التهور التركي عبر إدخاله رتلاً عسكرياً جديداً، يضم أليات عسكرية ومعدات لوجستية إلى منطقة خفض التصعيد في “إدلب” وهو ما اعُتبر رداً تركياً على مطالب موسكو تخفيض أنقرة نقاط المراقبة في مناطق احتلالها بإدلب.
واعتبر مراقبون أن صبر موسكو بدأ بالنفاد، وروسيا وسورية لم ولن يقبلوا بفرض تركيا واقع عسكري في إدلب، ووصف آخرون، العلاقة بين تركيا وروسيا بالمعقَّدة، التي فرضتها ظروف الواقع.
وحول توقيت الغارة الروسية على “إدلب”، أوضحت مصادر صحفية، أنه لا يمكن إغفال أن الضربة الروسية القاسية لـ “فيلق الشام” الذراع الإرهابي لـ “أردوغان” في إدلب، تتزامن مع الخلافات الواضحة بين “أنقرة” و”موسكو” بشأن ملف النزاع في “قره باغ”.
المحلل السياسي “تركي الحسن” قال في حديثٍ لوكالة “سكاي نيوز عربية”: “قد تكون هذه الضربة موجهة لتركيا أكثر من هذا الفصيل الإرهابي”.
وتشير المصادر إلى أن بوتين لم يُخف أن لديه وجهات نظر مختلفة مع تركيا حول “ناغورنو قره باغ” في تصريحاته مؤخراً، حيث قال بوتين: “إن مواقف البلدين (تركيا وروسيا) في جنوب القوقاز لا تتطابق، مضيفا أن بلاده تؤيد تسوية الخلافات بالطرق الدبلوماسية عبر الحوار بدلا من القوة العسكرية.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” في مقابلة مع وكالة “أنباء أثينا” الاثنين، ما أشار إليه “بوتين” بشأن الحل العسكري في “قره باغ”.، ورجحت المصادر أنه في الوقت الذي اتخذت فيه القيادة الروسية هذا الموقف وقدمت رسائل دبلوماسية جاء الهجوم الذي نفذته المقاتلات الروسية في “إدلب” صباح الاثنين، وهذا ما يفسر أن روسيا اتخذت هذه الخطوة في “إدلب” للحد من موقف تركيا القوي في “قره باغ”.

شاهد أيضاً

لبنان.. غارات ليلية إسرائيلية على بلدات عدة في الجنوب

شام تايمز – متابعة واصل طيران العدو الإسرائيلي اعتداءاته على القرى والبلدات، في الجنوب اللبناني. …