حكموا علينا بالإعدام خنقاً!

شام تايمز
رئيس التحرير: حيدر مصطفى

ضربت الأزمات بلادنا من كل حدب وصوب، أعدم تاريخها على مقصلة الإرهاب وقضت الحرب على مستقبلها الذي كان واعداً، ثم أجهزت علينا الحرب الاقتصادية والحصار وجعلتنا نرزح تحت وطأة الفقر والجوع والحسرة، ولم يكتف مهندسو الخراب في هذه البلاد بذلك فقط، بل راح عبثهم يطال ما تبقى من حياة تنبض في أشجار السنديان والزيتون والبلوط والليمون، لتقضي نيرانهم على واحدة من أجمل سلاسل الغابات الطبيعية في العالم.

من وجهة نظر أخرى، يرى البعض أن هذه البلاد تدفع الأثمان يومياً لجريمة لم ترتكبها، فلا يعقل أن يكون كل ما يحصل عقاب من السماء، والأرجح أن يكون القتلة لنا ولطبيعتنا من أبناء هذه الأرض أو على الأقل بعض العملاء منهم، ممن باعوا وطنهم في سوق النخاسة مقابل خدمة أمراء الحرب من متزعمين محليين أو جهات دولية واستخباراتية.

وفي الحقيقة كل الاحتمالات قائمة، طيران مسير تركي، طيران مسير أمريكي، عملاء، إرهابيون، مرتزقة، تجار، مستثمرون، لائحة الاتهام تطول، والنحيب والبكاء أغرق البلاد في بحر من المآسي الجديدة، والمجرم ما يزال طليقاً، يشاهد جبال الفقراء تحترق، ويشرب كأس الانتصار على أهالي ضحايا الحرب وشهدائها وجرحاها، على خزان الفقر الأكبر في البلاد.

ومع كتابة كلمات هذا المقال صباح السبت 10 أكتوبر\تشرين أول، تكون الحرائق قد أجهزت على آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية، تاركة آلاف العوائل أمام مصير مجهول، بعد فقدانها لأرزاقها ومنازلها، والبلاد على حافة كارثة بيئية قد تتسبب بسلسلة طويلة من الأزمات والمآسي في قادم الأيام والسنين.

واللافت أن الحرائق التي هزت كل ضمير متبقي في هذه البلاد، غاب عنها صوت التضامن من شعوب وأمم الأرض، التي هرعت يوماً لمساعدة بيروت بعد انفجارها شبه النووي في 4 آب، ولم توفر فرصة للتضامن مع مآسي شعوب أخرى، إلا سوريا، كتب عليها الأنين وحيدة، مكلومة، ويستنزفها القهر.

شاهد أيضاً

5 ميداليات لناديي العربي والكفر في بطولة الدوري الممتاز بالكاراتيه

شام تايمز – متابعة حقق ناديا “العربي والكفر” خمس ميداليات خلال مشاركتهما في بطولة الدوري …