“الفورة” تراثٌ صامدٌ على موائد أهل الدير.. هل تذوقتموها من قبل؟

شام تايمز ـ ديما مصلح

مع انتهاء فصل الصيف وقدوم الشتاء، يجهز أهالي محافظة “دير الزور” أنفسهم لاستقبال طقوسهم المميزة، ومنها أكثر الأكلات الشتوية، التي تميزهم عن بقية المحافظات، وهي “الفورة” الأكلة ذات المنشأ الفراتي العريق، لم يستطع التاريخ أن يطويها حتى هذه اللحظة.

وقالت “أم محمد – اسم مستعار” وهي امرأة مسنة تجاوز عمرها 65 عاماً من الدير لـ “شام تايمز” إن الفورة أكلة شتوية شعبية تراثية ديرية، وتعتبر كجسر الدير معلق، وسام يرتبط بالمحافظة وتراثها اللامادي.

وتابعت السيدة.. “أن تحضير “الفورة” يتطلب نقع “الجشج” أي يعني الكشك في الماء قبل أكثر من عشر ساعات من تحضير الفورة، كما ينقع “العوين” أي اللوبياء اليابسة أيضاً في الليل، لتحضير “الفورة” في بداية صباح التالي مع إشراقة الشمس، وعند بدء الطبخ يتم هرس “الجشج” ويصفى من الماء، ويسلق “العوين” حتى النضج، ثم يوضع ماء “الجشج” المصفى على النار ويحرك باستمرار، حتى لا يلتصق على “القدرية” أي وعاء الطبخ، ثم يصفى العوين من الماء الذي سلق به، ويضاف لـ”لجشج” ويحرك المزيج باستمرار، ثم يضاف الملح والثوم والسمن، ويتابع التحريك حتى تفور “الفورة” وتصبح متجانسة، وفي النهاية تسكب الفورة في وعاء عميق، ويزين الوجه بقليل من الثوم والسمن وتقدم ساخنة.

أما بالنسبة للطفلة “رناد بطاح” التي تبلغ من العمر 9 سنوات تحدثت بلهجتها الطفولية الفراتية “أنا أحب يوم الجمعة بس مشان أشوف “حبابة” (جدتها) وهي تطبخ “الفورة” وناكلها من صبح وندفى لأن هاي الأكلة دفيني حيل” وأضافت أختها لامار.. “أكلة “الفورة” تجمع الأحبة وأنا بحبها لأنها تجمعني على الصفرة مع خوالي وخالاتي من الصبح بكير لنأكلها وطعمها لذيذ جداً”.
كما نوه “أحمد لمحمد” البالغ من العمر 30 سنة أن للفورة ركن أساسي من أركان المطبخ الفراتي الشهير، ويعشقها كل أهالي الفرات، ويعتبرها أهالي دير الزور تاريخ حافل بالذكريات الجميلة من أيام الخير والمحبة، فهي تدفئ جوف الانسان في الشتاء البارد وغنية بالمواد الغذائية الطبيعية، وتمنح للجسم حيوية ونشاط.

شاهد أيضاً

تخريج طلاب كورس “Tesol” الذي أقامه معهد غولدن مايلستون بالتعاون مع مؤسسة المدربين السوريين

شام تايمز – جود دقماق أقام معهد “غولدن مايلستون”، أمس السبت، حفل لخريجي طلاب طلاب …