الإعلام الإلكتروني.. بين الإيجابيات والاستخدام غير المنضبط!

شام تايمز – رهف عمار

استطاع التطور التكنولوجي وما يرتبط به من خدمات إعلامية وإعلانية، أن يحوّل الكون إلى قرية صغيرة أخبارها متداولة بشكل يومي على ألسنة البشرية، ويرى كثيرون أن الإعلام الإلكتروني صار بمثابة “جهاز كونترول” يتحكم بالكثير من العقول والقلوب، ويخترق مشاعر كثيرين.

وعملياً يعتبر الجانب الإيجابي من التكنولوجيا لجعلنا على اتصال مباشر بالحدث واختصار المسافة والزمن، بحيث يمكننا الاطلاع على أهم الأخبار والمستجدات في العالم إضافة لتبادل الثقافات، ولم تعد مسألة المعرفة أو التبادل الثقفي أمراً صعباً في ظل العولمة وسطوة التكنولوجيا والإنترنت.

والإعلام الإلكتروني في بلادنا تحديداً، كغيره من الوسائل الإعلامية له أخلاقيات وخصائص ومسؤوليات، ولا يخول أي فرد للعمل به دون إطلاع كامل على مكنوناته وما يمكن أن ينتج عنه من مخاطر أو غيرها من النتائج.

سلبيات كارثية:

في دولنا بالشرق الأوسط وربما غالبية دول العالم الثالث، بعض المواقع والصفحات لا تخضع لرقابة وإشراف بحيث يتم التلاعب بالكثير من العقول من خلال نشر الأخبار الكاذبة والتأثير على العاطفة للتصديق فكما يقال “أسهل طريق للخداع الحرب النفسية على العواطف”.

وصار هذا النوع من الإعلام الإلكتروني يسير الأشخاص وفقاً لمصلحته سواء كان الهدف مادي أو معنوي تخريبي لإثارة الفتنة، وخاصة صفحات التواصل الاجتماعي الغير رسمية وتصنف نفسها ضمن الإخبارية بحيث اتاحت وسائل التواصل الاجتماعي المجال أمام كثيرين لإنشاء صفحات وحسابات، لبث خطابات الكراهية أو نشر ثقافة التنمر، أو حتى إبداء آراء متطرفة والعمل على إثارة الجدل بشكل مؤذ أو غير منضبط، ومنهم ما قد يكون مشبوهاً، وربما يعمل عبر صفحات أو مجموعات بهدف التضليل وبث الإشاعات السياسية أو الاقتصادية.

سلوكيات إيجابية:

الإعلام الإلكتروني اختزل مشكلة الوقت بالنسبة لكثيرين لا يملكونه، وبسببه سادت الصحافة الإلكترونية وصارت تطبيقات القنوات أو الوسائل الإعلامية الإخبارية تحصد متابعة كبيرة عبر الإنترنت، ناهيك عن اتاحة عشرات التطبيقات والصفحات لمختلف وسائل الإعلام التي تسهل على الجمهور متابعة الأخبار أو أي شؤون تهمهم عبر أجهزتهم المحمولة، وحتى تبادل المعلومات بسهولة مع الآخرين.

الإعلام الإلكتروني عاطفياً:

نجح بعض رواد الإعلام الإلكتروني بتحويله لجمعيات خيرية، تسلط الضوء على حالات إنسانية حصلت على المساعدة الحقيقية من خلال الإعلام الإلكتروني، ويعتبر هذا الأمر سلوكا إيجابيا من حيث صياغة العقول لقضية رأي عام ساهمت بالحركة والتغيير الإيجابي.

وذات الحرب النفسية هناك من برمجها لعواطف غبية ضمن قطيع من مناشدي الفتن والثرثرة بنشر أكاذيب وأقوال عن ألسنة مشاهير ربما فنية أو سياسية أو اقتصادية وعسكرية.. لا علم للشخص ذاته بها والأهداف واضحة ومكشوفة.

وفي استطلاع رأي أجراه “شام تايمز” لفئة من الأشخاص أشارت الصيدلانية “رؤى العدة ” إلى أن “المعلومات الخاطئة التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي الطبية والصيدلانية هي من أخطر أنواع التضليل للمواطن لأنها ببساطة تؤذي الصحة وهذا أمر خطير ينتج عنه حالات كارثية وخاصة بما يخص التجميل والوجه، وبرأي أي شخص يصدر إشاعة لدواء ما غير معروف المصدر والآثار الجانبية يجب محاسبته بشدة، فكثير من الأشخاص ليس لديهم الوعي الكافي لقراءة المصدر ومن يعطي المعلومات على الفيس بوك على سبيل المثال”.

أما “حيدر يونس” وهو طالب جامعي.. “اعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين له إيجابيات وسلبيات وهي تخدم فعليا للترويج والأشياء المفيدة والتسويق، ولكن استغلالها للإساءة هو الكارثة، فمثلاً النقد لشخصيات كبيرة قد تكون فنية أو غير ذلك بنشر صور قديمة لا يرغب الآخرون بمشاركتها فهي خصوصية بالنسبة لهم هذا مثال بسيط، وبرأيي الحل هو التوعية المستمرة ومتابعة الشبكات الموثوقة أو الرسمية فقط بعيداً عن متابعة “الولدنة” والصفحات التي يديرها أشخاص قد يكونوا أقل قدراً من الشخص الذي ينتقدوه وتم التنمر عليه عبرها”.

وبدوره الشرطي “أيهم” شدد على ضرورة تقديم شكوى رسمية للجهات المختصة أو الاستعانة بـ”الهكر الإيجابي” الموثوق في حال التعرض لأي عملية نصب أو ابتزاز.

شاهد أيضاً

منتخب سورية العسكري للفروسية يتوج ببرونزية الفرق بالبطولة العربية

شام تايمز – متابعة تُوج منتخب سورية العسكري للفروسية بالميدالية البرونزية على مستوى الفرق ضمن …