النيران أحالت جبال اللاذقية وحماة إلى رماد.. من أين ستبدأ التحقيقات؟

شام تايمز – مارلين خرفان

مشهد الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة حرق قلوب السوريين، بعدما أتت على مساحة كبيرة من الغطاء النباتي في الغابات الممتدة من ريف اللاذقية إلى ريف حماة، وصولاً إلى أرياف طرطوس وحمص، والتي يتواجد فيها أشجار عمرها مئات السنين.

وأكد وزير الزراعة المهندس “حسان قطنا” أنه سيتوجه بعد قليل إلى اجتماع، ليطلع من خلاله على تقرير حول الحرائق، وبناء عليه سيكون للحكومة موقف حازم، ويمكن وصف الاجتماع بأنه اجتماع وضع النقاط على الحروف في التحقيقات حول الحرائق، وفقاً لصحيفة “الوطن”.

وأوضح “قطنا” أنه لم يحدث أي ضرر بالبشر ولم يحترق أي منزل، وأن فداحة الحرائق أتت على نحو 2000 دونم، مبيناً أن القرى أصبحت بأمان تام، وأن باقي الحرائق التي ما زالت مشتعلة في أعالي الجبال يجري تطويقها.

وأكد مدير الإطفاء وإدارة الكوارث في وزارة الإدارة المحلية والبيئة العميد “سعود رميلة” لـ “شام تايمز”، أنه على الرغم من أن هذه الحرائق حراجية ومن اختصاص وزارة الزراعة، إلا أن مديرية الإطفاء وإدارة الكوارث قدمت دعماً ومؤازرة من فرق إنقاذ وآليات من أفواج الإطفاء في المديرية، وتم إرسالها إلى مناطق “صلنفة” و”الغاب”.

وفي آخر تطورات الوضع، تمكنت فرق الإطفاء والدفاع المدني، الأحد، من إخماد الحريق الضخم الذي نشب قبل 4 أيام في حراج منطقة “بيرة الجرد” بريف مصياف بمحافظة حماة، والذي امتد إلى أحراج “النهضة” و”المجوي المشرفة” و”عين البيضة” و”الفندارة” بريف مصياف، حيث أتى الحريق أتى على مساحات واسعة من الحراج وماتزال بؤرة حريق في محور بلدة “قصية” تعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني على إخمادها. وفقاً لوكالة “سانا”.

وذكرت صحيفة “الوطن”، أن فرق الإطفاء والدفاع المدني تخمد نحو 75 %من النيران في حريق غابات “فريكة”، بريف حماة الشمالي الغربي والحريق يقضي على مساحات واسعة من الغابات ويلحق أضراراً بممتلكات الأهالي.

وذكرت وزارة الصحة في بيان لها، الأحد، أنها رفدت النقطة الإسعافية في “الفريكة”، بثلاث سيارات إسعاف مع كادر تمريضي ليصبح العدد الإجمالي أربع سيارات مع 15 أسطوانة أوكسيجن وفريق يضم طبيباً و3 ممرضين سيوجدون على مدار الساعة، وتبعد النقطة 40 كم عن مسشفى “السقيلبية” الذي أرسل أيضاً سيارتي مؤازرة وتقدم حالياً خدمات الاوكسجين في المكان لحالات استنشاق أبخرة ودخان فيما لم تحتاج أي حالة الى نقل للمشفى حتى الآن.

ووصف قائد فوج إطفاء حماة العقيد ثائر الحسن لـ “وكالة سانا”، عمليات إخماد الحريق بالصعبة والشاقة لأن المنطقة التي تمتد فيها النيران شديدة الوعورة والانحدار وتكاد تخلو من طرق الوصول إليها،

وقدر رئيس الجمعية الفلاحية في قرية بيرة الجرد “غياث الراشد”، المساحات الخضراء التي التهمتها النيران بأكثر من 2000 دونم.

وفي اللاذقية، أكدت وكالة “سانا” إخماد عناصر الإطفاء وآليات مديرية الزراعة في المحافظة حريق اندلع، الأحد، في الأحراج الشرقية لمنطقة صلنفة وتجرى عمليات تبريد للموقع منعاً لتجدد الحريق، كما تعمل على إخماد حريق آخر اندلع في أحراج موقع “جبل الشعرة” بريف اللاذقية حيث تعمل على السيطرة عليه للحيلولة دون انتشاره إلى مناطق أوسع، وينتشر الحريق في موقع ”قاموع الخيالة” على الحدود الفاصلة بين محافظتي اللاذقية وحماة من جهة منطقة “صلنفة” وهى منطقة حراجية طبيعية ذات تضاريس صعبة، وتم السبت، إخماد 13 حريقاً في أنحاء متفرقة بينما تتواصل عمليات إخماد الحريق في الأحراج القريبة من قرية “الغنيمية” بريف اللاذقية الشمالي.

وفي وقت لاحق قالت “وكالة سانا”، بأن النيران ما زالت تلتهم “غابة محمية الشوح” بمنطقة صلنفة بسبب تقلب اتجاه الرياح بالرغم من الجهود الكبيرة لفرق الإطفاء.

وأكد محافظ اللاذقية، إبراهيم خضر السالم، لـصحيفة “الوطن”، السبت، السيطرة على كل الحرائق التي اندلعت في المحافظة باستثناء حريق “المارونيات” و”جبل أبوعلي”، وهي حراجية وزراعية وعددها ٤٤ حريقاً، منها ١٥ حريقاً يوم الخميس و١٦ الجمعة و١٣ حريقاً ، مشيراً إلى أن حريق “محمية الأرز” و”الشوح” معظمه بمحافظة حماة، والمساحة المتضررة في محافظة اللاذقية لا تتجاوز الهكتار الواحد من مجمل مساحة المحمية ١٣٠٠ هكتار، مبيناً أن موجة الحر أدت إلى عدد كبير من الحرائق، في حين أن حريق “قسطل المعاف” نشب نتيجة حريق زراعي قام به أحد المزارعين وتم القبض عليه، مؤكداً أن الحرائق الأخرى قيد التحقيق.

من جانبه ذكر مدير الزراعة في اللاذقية منذر خيربك في تصريح منفصل لذات الصحيفة، أنه يتم إحصاء مساحات الحرائق بشكل دقيق، كما سيتم حصر الأضرار بالأيام القليلة القادمة، ومعظمها في أراضٍ زراعية لافتاً إلى وجود خسائر بالزيتون بشكل عام.

وأخمد عناصر فوج إطفاء “حمص”، حريقاً نشب في أحراج بلدة “بعيون” على الحدود السورية اللبنانية بالقرب من نهر الكبير الجنوبي حسب ما نقلت “وكالة سانا”، وحريق آخر على الحدود الإدارية لمحافظتي “حمص” و”طرطوس” والذي طال أشجاراً معمرة في منطقة جغرافية وعرة.

شاهد أيضاً

إيران: فرنسا تنتهج نهجاً مزدوجاً في قضايا حقوق الإنسان

شام تايمز – متابعة أدان “ناصر كنعاني” المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بيان وزارة الخارجية …