الجزيرة السورية.. بين جرائم “قسد” المتأمركة وهبّة العشائر الوطنية.. من هو الخاسر الأخير؟

شام تايمز – هاني هاشم

لم يشفع لميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” تنوعها بين عرب وأكراد للهروب من حساب العشائر السورية (أبناء الأرض) وخاصة بعد ممارساتها المتواطئة مع قوات الاحتلال الأمريكي في مناطق سيطرتهما في الشرق السوري، ممارسات تجاوزت الأخلاقيات والسلوكيات الإنسانية، ولم تعد تقتصر على السرقة والتهجير والتجنيد الإجباري، بل بدأت تنتهج أساليباً جديدة تسيء بشكل كبير وواضح للنسيج السوري الواحد، أملاً بتحقيق أمنيات الانفصاليين بتشكيل كيان مستقل عن الدولة السورية سياسياً وديموغرافياً، وبدعم ورعاية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية.

حيث عملت “قسد” مؤخراً على اتباع سلسلة اغتيالات بحق بعض شيوخ منطقة الجزيرة السورية، ما ارتد عليها سلباً وبدأ يتجلى مقاومةً شعبيةً أكدت على لسان مشايخها من عشائر “طي” و”العكيدات” و”البكارة” وغيرهم، أن المقاومة مستمرة حتى طردهم والأمريكي من الشرق السوري، وأن قرار العشائر العربية في الجزيرة السورية لا رجعة عنه في ضوء كل تجاوزات “قسد” والاحتلال الأمريكي.

وتشهد عدد من البلدات والمدن في الجزيرة السورية غلياناً شعبياً ضد ممارسات ميليشيا “قسد” المدعومة أمريكياً والمرتبطة بمخططات واشنطن الرامية إلى نهب ثروات سورية وتقسيمها، وسط تزايد الدعوات من العشائر والقبائل العربية إلى التكاتف والتوحد للتصدي لمحاولات فرض الانقسام بين أبناء الشعب الواحد ولطرد ميليشيا “قسد” وقوات الاحتلال الأمريكية والتركية.

حملات الحصار والخطف والاعتداء التي تنفذها ميليشيا “قسد” بحق عدد من أبناء البلدات والقرى بريف دير الزور منها “الطيانة” و”ذيبان” و”الحوايج” و”الشحيل” وقبلها في العديد من مناطق انتشارها بريفي الحسكة والرقة قابلها الأهالي بالمظاهرات والاحتجاجات الداعية لطرد “قسد” وقوات الاحتلال الامريكي من المنطقة، في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في العديد من بلدات ريف دير الزور وأسفرت عن طرد ميليشيا “قسد” من عدة قرى وبلدات واستعادة مواقع كانت تتخذها تلك الميليشيات مقراً لها على مدى السنوات الماضية وحاولت خلالها فرض أجندتها المرتبطة بمخططات المحتل الأمريكي.

وفي خضم تصاعد الاحتجاج ضد ميليشيا “قسد” المدعومة أمريكياً دعا مجلس شيوخ ووجهاء القبائل السورية الى الوقوف صفاً واحداً ضد الاحتلالين الأمريكي والتركي، مشيراً إلى أن جريمة اغتيال بعض رموز القبائل والعشائر العربية في دير الزور ما هي إلا محاولة من المحتل الأمريكي لإثارة الفتن بين أبناء العشائر والقبائل العربية في المنطقة، وبين مكونات النسيج السوري الواحد، وحمّلوا المحتل الامريكي كامل المسؤولية عن تلك الجرائم.

الشيخ نواف طراد الملحم الأمين العام لحزب الشعب والنجل الأكبر لشيخ عشيرة “الحسنة” الشيخ عبد العزيز طراد الملحم أكد لشبكة “شام تايمز” الإخبارية أن ما يحصل في منطقة الجزيرة من عمليات اغتيال لمشايخ وزعماء عشائر بشكل ممنهج مؤسف ومحزن، ومن الواضح أن هذه العمليات أتت بأوامر خارجية عبر أدوات داخلية هدفها دب الذعر في قلوب أبناء الجزيرة السورية، الذين لن تزيدهم هذه العمليات إلا تمسكاً بالوحدة الوطنية وبالدولة السورية.

وتابع الشيخ نواف: “نحن كأبناء العشائر السورية من مختلف الأطياف نعتبر ما جرى أعمالاً إرهابية وقذرة، وعملنا وسنعمل على دحر كل من يمارس هذه الأعمال، علماً أنه سبق والتقينا كحزب الشعب مع قيادات “قوات سورية الديمقراطية” و”مجلس سورية الديمقراطية”، وتحدثنا بعدة نقاط هامة، حيث وجدنا بعض الأخوة الكرد الذين لا يقبلون بالتقسيم والفدرلة، وهم مع الوحدة الوطنية ضمن إطار الدولة السورية، وكانت هذه نقاط اتفاق فيما بيننا”.

وأكد أمين عام حزب الشعب أن هناك أطراف وعناصر متطرفة وانفصالية كانت موجودة ضمن “قسد” و”مسد” وهؤلاء من يجب محاربتهم بسبب توجههم الانفصالي المدعوم أمريكياً، ويجب على الدولة السورية أن تسحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة الأمريكية عبر حل هذا الملف المركب، وهذه مهمة الحكومة السورية المقصرة في هذا الاتجاه، بالمحصلة “قسد” كان لها دور بارز وجيد في محاربة داعش وطرده لكن هذا لا يبرر جرائم الاغتيال الأخيرة ومحاولة السيطرة على الأرض عبر توطين فكرة (الإدارة الذاتية) فهذا أمر مرفوض تماماً ولا مجال للنقاش فيه.

وأقدمت ميليشيا “قسد” المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكي مؤخراً على سرقة محتويات مبنى الشركة العامة للكهرباء في محافظة الحسكة، وسرقة المستلزمات المكتبية والأثاث وكافة المحتويات ونقلها إلى جهة مجهولة، واستولت “قسد” يوم الأربعاء الفائت على الطابق الثاني من إدارة صوامع الحبوب بمدينة الحسكة وطردت العاملين منه بقوة السلاح.

وكانت قد احتلت بقوة السلاح منذ الـ 27 من حزيران الفائت مبنى الشركة العامة لكهرباء الحسكة في حي “النشوة” ومبنى الإدارة العامة للسورية للحبوب في حي “غويران”، والمدينة الرياضية وجزءً من أبنية السكن الشبابي، والجمعية السورية للمعلوماتية، ومديرية الصناعة والسياحة والشؤون البيئية، وفرع المرور ومديرية السجل المدني والمصرف التجاري، وطردت العاملين منها.

ويشهد ريف دير الزور مظاهرات شعبية متواصلة احتجاجاً على إمعان ميليشيا “قسد” في التنكيل بالأهالي واستهدافها وجهاء وشيوخ العشائر وسرقة مقدرات وثروات منطقة الجزيرة السورية.

شاهد أيضاً

الأمن الجنائي بدير الزور يقبض على شخصين بجرم الاتجار بالأشخاص وتهريب مطلوبين من العدالة

شام تايمز – متابعة  ألقى فرع الأمن الجنائي في دير الزور القبض على شخصين ينتميان …