شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – هاني هاشم
تشهد عدة مناطق من ريفي دير الزور والحسكة مظاهرات من قبل الأهالي، احتجاجاً على إمعان مقاتلي ميليشيا “قسد” في التنكيل بالأهالي والتضييق والاعتداء عليهم بالرصاص الحي، الذي تسبب باستشهاد وجرح العشرات منهم، إضافة إلى عمليات الاعتقال التعسفية لكثير من أبناء القرى بريف دير الزور وارتهان هذه المجموعات بالكامل لأوامر القوات الأمريكية.
وخرجت مؤخراً تظاهرة حاشدة نظمها أهالي بلدة “غرانيج” بريف دير الزور الشرقي، ضد ميليشيا “قسد” المدعومة من القوات الأمريكية تنديداً بممارساتها وإجراءاتها التعسفية وخطفها للعديد من أبناء البلدة.
بلدة “غرانيج” شهدت الأسبوع الفائت مظاهرات احتجاجية مطالبة بالإفراج عن أبنائها المختطفين، ووقف الإجراءات التعسفية وحالة الفوضى التي تعيشها البلدة، في ظل وجود ميليشيا “قسد”، فضلاً عن حالات القتل وسرقة النفط من قبل هذه المجموعات والشركات التي تتعامل معها.
من جهة ثانية تعرض رتل آليات تابع للجيش الأمريكي لهجوم بعبوة ناسفة، أثناء مروره في منطقة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، حسب وكالة “سانا”، وذكرت مصادر محلية أن الهجوم وقع أثناء مرور الرتل بجانب كازية “عيسى العصمان” في قرية “الصبحة” التابعة لمنطقة “البصيرة” بريف دير الزور الشرقي، وأضافت أن القوات الأمريكية ضربت طوقاً حول مكان الهجوم، ولم يتم التأكد مما إذا كان أسفر عن إصابات أو قتلى في صفوفها.
وتسيّر القوات الأمريكية دوريات مشتركة مع ميليشيات “قوات سورية الديمقراطية” وتدخل أرتالا من الشاحنات المحملة بالأسلحة والمعدات العسكرية من العراق إلى الأراضي السورية بشكل دائم.
الإعلامي والمراسل الحربي فاضل حماد أكد لـ “شام تايمز” أن المواجهات بدأت من تاريخ 12 شباط 2020 عندما اعترض أهالي قرية “خربة عمو” بريف القامشلي رتلاً لقوات الاحتلال الأميريكي حاول دخول القرية، حيث أطلق الجنود الأمريكيين الرصاص الحي على المواطنين ما أدى لاستشهاد مواطن وجرح آخر الامر الذي استدعى إعطاب أربعة آليات للاحتلال من قبل أهالي القرية.
وتابع حماد: “بدأت تمتد الاحتجاجات والتظاهرات ضد الوجود الأميريكي في إشارة للرفض التام من قبل أهالي الجزيرة للاحتلال التركي والأمريكي في سورية، وبدأت الاحتجاجات من قرية “حامو” في بلدة تل حميس، وقرية الشيخ عثمان في الشدادي بريف الحسكة، وقرية تل عودة وذبانة في ريف القامشلي”.
وقال حماد: ممارسات ميلشيا “قسد” وتدني الوضع الخدمي وفرض منهاج دراسي باللغة الكردية ومنع إيصال حبوب القمح إلى الحكومة السورية لتسليمه وإجبارهم على تسلمه بالإضافة إلى احتلالهم الأخير لمبنى الشركة العامة لكهرباء الحسكة ومبنى السورية للتجارة أثار غضب الأهالي، وزاد من وتيرة الاحتجاجات أيضاً، الأمر الذي استدعى زيادة تعزيزات القوات الأمريكية في قواعدها غير الشرعية في الشمال السوري، وخاصة بالقرب من منابع النفط، بالإضافة إلى إنشاء مطار جديد غير شرعي بالقرب من منطقة اليعربية.
من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الجيش الأمريكي أنشأ قاعدة عسكرية جديدة له بريف الحسكة في المنطقة الواقعة بين قرية أم كهيف وصوامع حبوب تل علو، على بعد 8 كم جنوباً بريف مدينة اليعربية، حيث تضم القاعدة مطاراً عسكرياً.
وأضافت مصادر أهلية أن القوات الأمريكية ومجموعات “قسد” تدخل المعدات والمواد اللوجستية وتقيم السواتر الإسمنتية والثكنات العسكرية وتزفت الطريق الواصل للصوامع لتخديم القاعدة غير الشرعية الجديدة.
وبينت المصادر ذاتها أن ميليشيا “قسد” تحرس بشكل مشدد محيط الصوامع، في حين تعزز القوات الأمريكية وجودها في قواعدها غير الشرعية في منطقة الجزيرة.
وأدخلت القوات الأميريكية خلال الأشهر القليلة الماضية آلاف الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة لتعزيز وجودها في منطقة الجزيرة ولسرقة النفط وغيره من ثروات وخيرات البلاد بالتعاون مع من تدعمهم في تلك المناطق.
نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية السورية عبد العزيز داود أكد لـ “شام تايمز” أن الاحتجاجات الشعبية هي حالة وطنية طبيعية نتيجة المظالم الأميريكية والضغط على الأهالي في الجزيرة السورية، حيث بات الأميريكي يلعب آخر أوراقه السياسية والعسكرية في سورية عبر السيطرة على الثروات السورية كالنفط والقمح، ويمنع الدولة السورية والشعب السوري من الاستفادة منها، ناهيك عن تشابك المصالح الأميريكية التركية، الأمر الذي يشكل عامل ضغط وسيء على الجانب السوري والمواطن السوري، عدا عن محاولة أمريكا وتركيا عزل الأكراد عن وطنهم سورية.
وتابع داود: “لذلك يجب تطوير ودعم المقاومة الشعبية لأهالينا في الجزيرة، والمطلوب الآن من كل القوى الوطنية السورية وكل الشرفاء في سورية التصدي بصدور عارية للمشروع الأميريكي وعلى القيادة السورية أن تطور هذا التوجه وتدعمه أكثر”.
