ليس من باب الشماتة بهم القول: إنه رغم ما تعرض له الوطن من إرهاب, فإن المصارف السورية على الأقل لم تخذل مودعاً حتى في أحلك الظروف ولم تشترط عليه أي اشتراط في العمليات المصرفية سحباً كان أم إيداعاً بالليرة السورية ولا حتى بالقطع الأجنبي لزوم الصناعة أو التجارة بخلاف ما تعرض له مودعون في المصارف اللبنانية عند أول فوضى مفتعلة من أباطرة المال في لبنان.
بلا مجاملات نقول: إن الفجوة وعدم الثقة وخوف أصحاب رؤوس المال الجبانة من إيداع أموالهم لدى المصارف السورية رغم كل عوامل الأمان والقوانين والتشريعات والسرية المصرفية التي تتمتع بها المصارف السورية والحماية لم تشفع لهم بذلك, لذلك يبقى السؤال مفتوحاً على كل الأبواب: ما المطلوب لتعزيز الثقة بين رجال المال والمصارف؟ فقد تكون هناك حلقة مفقودة وإلا سنذهب بعيداً في الاتهام بخذلان أولئك للوطن في «عز امتحان الوطنية كفعل»… والله والوطن من وراء القصد.

معذى هناوي