معرض الخريف للفن التشكيلي السوري يفاجئ زواره بعدد الأعمال المشاركة ونوعيتها

فاجأ معرض الخريف للفن التشكيلي السوري في دورته هذا العام عشاق التشكيل وجمهوره بطفرة كبيرة في عدد الأعمال المشاركة ونوعيتها وحضور أسماء كبيرة وعريقة واستخدام أساليب جديدة والابتعاد عن التجسيد المباشر للحرب الإرهابية وآثارها.

 

المعرض الذي افتتح اليوم في خان أسعد باشا بدمشق القديمة وتقيمه وزارة الثقافة ضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري قال عنه توفيق الإمام معاون وزير الثقافة في تصريح صحفي: “حجم المشاركات في المعرض كان كبيراً جداً اختير منها 215 عملاً عبر لجنة ضمت فنانين من كلية الفنون الجميلة واتحاد الفنانين التشكيليين ليبقى لهذا المعرض الممتد من خمسينات القرن الماضي جماليته وليأخذ الفن التشكيلي دوره المهم في حياتنا اليومية”.

الفنان التشكيلي جورج عشي رأى في تصريح لـ سانا أن معرض الخريف صورة للقاء الفنانين السوريين مع بعضهم ولعرض أعمالهم مشيراً إلى أن دورة هذا العام حققت قفزة نوعية بما قدمته من أعمال تنوعت بين الجدية والطرح الهادئ والبحث عن الجمال حيث شارك بلوحة تحتوي التأمل والدهشة والانكسار كخلاصة لتجربة الحرب.

النحات زياد قات أعرب عن مفاجأته بسوية الأعمال الجيدة في المعرض سواء التصوير أو النحت أو أسلوب العرض أو الحضور الكثيف واحتضان خان أسعد باشا ليخرج معرض الخريف بهذه الحلة الجميلة رغم ما مررنا به من مصاعب مبيناً أنه قدم منحوتة من خامة الخشب مستمدة من الحضارة السورية القديمة وتمازجها وجمالها.

الفنان التشكيلي أكسم طلاع وصف معرض الخريف بأنه تتويج لعام تشكيلي كامل على الصعيد الوطني والإنساني ويتيح للفنان مراقبة تجربته ومدى تطورها أمام زملائه والجمهور ضمن فعالية تحتفي بقيم الجمال والحياة موضحاً أنه قدم لوحة بعنوان دفتر عائلة نحا فيها إلى التجريب مستخدماً الخط كقيمة غرافيكية ضمن عالم من التصوير بغية تحقيق فهم بصري جديد ومزج القيم التصويرية في عوالم جديدة من الأساليب.

 

الفنان التشكيلي أسامة دياب أشار إلى أن معرض الخريف أصبح جزءا أساسياً من المشهد التشكيلي السوري وهو خلاصة تجارب فنانينا معتبراً أن هذه الدورة قدمت أعمال جيدة وقيمة وجميلة جداً وحديثة وفيها معاصرة دون الافتقار للهوية البصرية المحلية حيث شارك بلوحة “شهود في مدينة” عن شخوص رماديين وغير مؤثرين وعكس عبرها تأثره البالغ بالحرب على سورية وتداعياتها.

بدوره الفنان التشكيلي غازي كاسوح تحدث عن تميز دورة هذا العام عن سابقاتها بحكم أننا نسير إلى الانتصار مع عودة كثير من الفنانين إلى بيوتهم ورجوع فنانين كبار للمشاركة في المعرض فضلاً عن حضور مميز لفنانين شباب ما ساهم بظهور مدارس تشكيلية جديدة استفادت من تجربة الحرب لافتاً إلى أنه شارك بمنحوتة بعنوان “ملامسة” وهي عمل تجريدي تعبيري فيه الكثير من الرؤى والتفاصيل والخطوط وعكست أشكالاً إنسانية تدعو للمحبة واللقاء.

 

الفنانة التشكيلية مفيدة الديوب رأت أن المعرض حمل هذه السنة تنوعاً كبيراً بين النحت والتصوير والغرافيك والحفر وأنماط المدارس بين التعبيرية والواقعية والتجريد والسريالي لفنانين كبار وشباب ما يظهر قدرة فنانينا على العطاء رغم كل الظروف مشيرة إلى أن لوحتها جاءت بعنوان “زمان ومكان” وتتناول أشخاصا عاشوا المرحلة الصعبة وتآكل المكان من حولهم وإصرارهم على التشبث به.

الفنان التشكيلي الشاب نورا سلوم اعتبر أن مشاركته بالمعرض أمر مهم يمده بخبرة أكثر مشيراً إلى أنه شارك بلوحة تصور مشهد لغسيل الثياب ضمن إطار تكويني استخدم فيه تقانات مختلفة من الزيتي والفحم لإضافة حيوية على اللوحة وتحقيق عنصر الإشباع فيها.

سامر الشغري

شاهد أيضاً

ملتقى الإبداع يحتفي بالمسرحي العتيق “زيناتي قدسية”

شام تايمز – متابعة حلّ الفنان المسرحي القدير “زيناتي قدسية” ضيفاً على ملتقى الإبداع في …