المعلمة نجاح تقول:لا ننكر بـأن مجلات الأطفال خرّجت جيلاً ذهبياً من ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ونجحت في بناء جيل واعٍ ومثقف عبر صفحاتها المليئة بالعبرات والقصص والألغاز وكل ماهو مسلٍّ قبل أن تقسو عليها التقنيات الحديثة وتصبح شحيحة الظهور ومهددة بالانقراض، لذلك من الضروري وصول هذه المجلات إلى المدارس وإلى أكبر قدر ممكن من شريحة التلاميذ وتتساءل: لماذا لا توزع مجلة أسامة في المدارس؟
بدورها رهف وهي طالبة في الصف الخامس تتمنى أن يكون ضمن الحصص الدرسية المقررة حصة مطالعة تتضمن قراءة كتب من مكتبة المدرسة ومجلات للأطفال لتزيد من ثقافتنا وفي ذلك تشرح: لا أعرف مجلات الأطفال فهي حتى وإن كانت تطبع في بلدنا إلا أنها ليست في متناول أيدينا ونتمنى أن توزع علينا لنتعرف على أقسامها ونقرأها لتزيد من تمكيننا للغة العربية.
أما جواد طالب في الصف الثامن فلم ينكر أنه يعرف مجلة أسامة وقد قرأها مرة أو اثنتين على أبعد تقدير، ولكنها غابت عنهم ويطالب بتخصيص مقالة للتلاميذ المتفوقين لنشرها في المجلة وتشجيعهم على الكتابة بدلاً من جلوسهم ساعات طويلة خلف شاشات الحاسب.
قحطان بيرقدار رئيس تحرير مجلة أسامة قال: بالنسبة لمجلة أسامة وعدم توزيعها في المدارس، في البداية المجلة هي سورية بامتياز تصدر عن وزارة الثقافة، بمعنى أنها لاتصدر عن وزارة التربية أو منظمة طلائع البعث حتى يكون توزيعها في المدارس أمراً حتمياً، هي تصدر عن وزارة الثقافة لكافة شرائح الأطفال في المجتمع أي تلاميذ المدارس وغيرهم، وفيما يخص توزيعها نحن دائماً نسعى لذلك بحيث تكون لدينا خطة فيما بين وزارة التربية ووزارة الثقافة على طريقة معينة لتوزيع المجلة على طلاب المدارس سواء بسعرها الرمزي الذي هو 50 ليرة أو مجاناً ربما… وريثما تنجز هذه الخطة ويتم الاتفاق والتشبيك بين الوزارتين فإن فريق المجلة يذهب إلى الأطفال وهم في مدارسهم، لدينا كل شهر مالا يقل عن زيارتين لمدرستين منهم مدارس أبناء وبنات الشهداء، نذهب ونلتقي شريحة من التلاميذ نعرفهم على المجلة وعلى أبوابها وكيف يمكنهم أن ينشروا فيها لتكون لدينا صفحات ننشر فيها إبداعات الأطفال سواء بالكتابة الأدبية تحت اسم بريد الأطفال ننشر فيها كتابات الأطفال من قصص وشعر وخواطر وحتى أحياناً معلومات علمية ومع كل مشاركة بنشر صورة الطفل واسمه وعمره. أو بالرسم، تحت عنوان «فنانو المستقبل» ننشر فيها لوحات الأطفال، والمرحلة العمرية التي تستقطبها المجلة هي الطفولة المتوسطة والطفولة المتأخرة وصولاً إلى مرحلة المراهقة المبكرة أي «اليافعين» التي تغطي المراحل من عمر 8 وحتى 15 سنة.
وبعد هذه التعريفات في المدارس يقوم التلاميذ بمراسلتنا إما عبر إدارة المدرسة أو عبر صفحتنا على الفيسبوك أو الإيميل ويمكن إيصالها إلى مقر المجلة من قبل أولياء أمورهم، وبنهاية اللقاء نوزع عليهم أعداداً من المجلة ونهدي مكتبة المدرسة أعداداً أيضاً، فسنوياً يكون لدينا زيارات عديدة لعدد من المدارس ما بين حلقة أولى وثانية، نحاول من خلالها تشجيع التلاميذ على قراءة المجلة والتعرف عليها ريثما يكون من المتاح أن توزع وتصل إلى كل طفل فشعارنا «الوصول ليد كل طفل سوري».
إثراء ثقافة الطفل
وعن الغاية من قراء مجلات الأطفال قال بيرقدار: المجلة هي رافد أساس من روافد ثقافة الطفل، فهي مفهوم واسع وشامل ينضوي تحته العديد من الأشياء والمفهومات، فطريقة لباس الأطفال هي ثقافة بحد ذاتها، الألعاب التي يلعبونها تندرج ضمن ثقافة الطفل أيضاً… الخ.
لذلك فان مجلات الأطفال ضرورة في كل مجتمع، وفي المجتمعات المتقدمة على سبيل المثال نلاحظ وجود عدد كبير من مجلات الأطفال وكل مجلة متخصصة لمرحلة عمرية، وذكر رئيس تحرير مجلة أسامة أن هناك مجلات متخصصة لأطفال ما قبل المدرسة وحتى عمر الخمس سنوات وتطبع منه ملايين النسخ، أي كل مجتمع متحضر نجد فيه عدداً كبيراً وخيارات كبيرة من مجلات الاطفال لكل الشرائح العمرية.
في سورية لدينا مجلة أسامة العريقة عمرها (50) سنة وتعد نقطة علام في عالم مجلات الأطفال ليس فقط في سورية إنما في الوطن العربي، وحتى الآن هناك طلاب ماجستير من سورية ومن أنحاء الوطن العربي تكون مجلة أسامة نموذجاً لأبحاثهم ومشاريع تخرجهم.
كيف ننمي ثقافة الطفل؟
حتى ننمي ثقافة الطفل قال بيرقدار: لا نستطيع الاعتماد على المنهاج المدرسي فالمدرسة تُعد الطفل المتعلم ولا يمكن أن تُعد الطفل المثقف، فالنوع الثاني يحتاج إلى إعداد خاص ومجلات الأطفال تأتي مكملاً لثقافة الطفل يجد فيها عدة وجبات ثقافية – فنية متنوعة – مابين قصة – قصيرة – قصة مصورة.
ومجلة أسامة تقدم تمارين تحرك مهارات معينة لدى الاطفال من إدراك وتفكير ومشاركة وغير ذلك.
تخصيص مقالة للتلاميذ المتفوقين
ليس للتلاميذ والطلاب المتفوقين فقط إنما لجميع الأطفال خصصنا صفحات تتضمن كتاباتهم المناسبة.
ومن خلال مجلتنا نساهم في التمكين من اللغة العربية واهتمامنا ينصب دائماً على أن نقدم المواد المنشورة بلغة عربية فصحى أصيلة واضحة تلائم القاموس اللغوي للطفل، بحيث عندما يقرؤها تكون واضحة ومفهومة وتغني لغته العربية، ونقوم بضبط الكلمات بالشكل حتى يتمكن الطفل من القراءة والإعراب أيضاً لأن اللغة العربية هي جزء من هوية الإنسان.
التلفاز بديل عن المجلة
بالتأكيد التلفاز والمجلة وسط ثقافي من خلاله نوصل للطفل (معلومات معينة- قصص– مشاهد فنية)…الخ.
وفي رأيي لاشيء يحل مكان شيء، المسألة تتطلب تدريب الطفل على تنظيم وقته بين هذه الوسائط من تلفاز وأجهزة ذكية، نحاول أن يقوم الطفل بالتعاطي مع جميع هذه الوسائط ومن دون إغفال القراءة الورقية وله حصة لمشاهدة التلفاز وتصفح الشبكة وهو أمر مهم لا نستطيع إلغاءه.. أما دورنا فهو الترشيد والمراقبة لما يشاهد الطفل ومتابعته فيما يقرأ.

دينا عبد