حالياً يتم الحديث عن قوانين قادمة مفادها «من أين لك هذا؟» وليتها تكون بالتوازي مع «هل تصلح لموقع المسؤولية يا هذا؟» وهذا الكلام رهن بكل مسؤول، وزيراً كان أم مديراً، يقف متفرجاً لا يقدم مبادرات أو حلولاً لإخراج الوطن والمواطن من معاناة اقتصادية وحياتية صعبة، لا يكفي استعراض إنجازات بعضها وهمية، وإنما نريد رؤى مستقبلية تضمن للناس العيش بكرامة!.
لا نريد كإعلام أن نخفي هموم الناس، على مبدأ أن الذين سنكشفها لهم سيعملون على مضاعفتها، بل سنقول إن ما يحدث في أسواقنا كلها من ارتفاعات سعرية يومية نتيجة تقلبات سعر صرف الدولار، لا يمكن للمواطن أن يصمد أمامها، فالضغوط المعيشية وشريحة الفقراء في تزايد، وكل التصريحات التي تؤكد أن الأسعار ثابتة هي خلبية وغير واقعية، أو إنهم يعيشون في كوكب ثان!.
ربما قدر أي مواطن أن يعيش لعبة الكبار من حيتان أحكموا قبضتهم على الأسواق وعلى مقدرات الشعب، قدره أن يدخل لعبة من لا يشبعون ولا يكتفون من نهب الأموال وسرقتها وهو الذي لا يملك قوت يومه، لذلك لا يمكن لنا إلا أن نتحدث عن الفساد، فالفاسد لا يمكن أن يمضي وحده بل هو بحاجة لمساندة، والفاسد ليس فقط من يسرق المال، أيضاً من يدعم هؤلاء بتوقيع أو قرار، ما نريده باختصار، إعلاء الصوت وكشف الأوراق، لأن صوت الفقير بات مخنوقاً!.

سناء يعقوب