متابعة الأرقام اليومية غير المسبوقة لأسعار الذهب وصرف العملات الصعبة وعلى رأسها «الأخضر» التي تتفنن بعرضها وإثارتها صفحات «الفيس»، أصبحت مبعث اشمئزاز وقلق بالنسبة للفقراء من عامة الناس، ليس لأنها في حد ذاتها تقع في دائرة اهتمامهم بهدف الاقتناء، بل لكونها نذير شؤم لا يطمئن بإمكانية بلوغ صحوة قريبة من كابوس ارتفاعات الأسعار المتسارعة والمتلاحقة للمواد المعيشية الأساسية، وهي مؤشر إلى أن راتب الموظف مستمر بالانكماش تباعاً من حيث تضاؤل قيمته الشرائية، أي يتناقص تلقائياً على عكس ما كان مأمولاً لجهة زيادته أو تحسين قيمته الشرائية من خلال خفض الأسعار.
المواطن الذي وجد نفسه في مستنقع مشبع بالمشكلات التي يصعب التملص منها، لم يعد يستوعب ما يحصل، ومن كثرة محاولاته خارت قواه وتبلدت أحاسيسه ومشاعره وارتضى مكرهاً الاعتياد على «التمسحة» لعلّه بذلك يستطيع التكيف مع أوجاع يوميات حياته القاسية.
عود على بدء، وأمام ما تقدم نقترح أن تكون لدينا موسوعة «غينيس» خاصة بنا، تسجل الأرقام فوق القياسية المحققة في مدى صبر المواطن على متاعب الحياة التي لم يسبقه إليها أحد عالمياً، وكذلك الأرقام القياسية لضيق خيارات الكثير من الجهات المعنية وافتقارها إلى حلول تنهض بالواقع المعيشي المتردي، والأرقام القياسية لاستمرار اعتبار الحرب وحدها الشماعة التي تعلّق عليها أسباب كل ما أصابنا من مشكلات من دون النظر إلى الإهمال والفساد والأخطاء الموجودة هنا وهناك بالرغم من أنها عوامل أساسية في الكثير مما يحدث، وأيضاً تسجيل الأرقام القياسية لتمادي بعض التجار في الاحتكار والجشع والغش على حساب لقمة الفقراء.. لعلها تؤسس لبناء خطط تقودنا إلى المعالجة وكفاف العيش.
وليد الزعبي