إن معركة الأهل مع الأبناء يبدو أنها معركة خاسرة لأن معارضة الرأي السائد بين الشباب عن أهمية العالم الافتراضي كجزء لايتجزأ عن العالم الواقعي هي أمر صعب، فمعارضة رأي أو تيار قد استقر في نفوس وعقول الجيل الجديد تبدو صعبة حتى لو كان ذاك الرأي أو التيار خاطئاً، لذلك لم يعد أمامنا سوى البحث عن البديل، والكثير من القائمين على الإعلام يلجؤون في مثل هذه الحالة إلى تحويل انتباه الموضوع السائد إلى موضوع آخر في مثل أهمية الموضوع الذي يتم تبنيه، ولا يوجد حظ أوفر من الثقافة لتكون البديل بأنشطتها المتنوعة عن أجهزة السيطرة على العقول.
والسؤال: أين المسارح الجامعية وأين أماكن التدريب على الرسم والنحت والعزف الموسيقي؟ وأين النادي السينمائي وأين الأنشطة التي تهم الشباب وتستهويهم؟؟
لقد أصبحت المشاركة في أي نشاط ثقافي تتطلب تمويلاً لاتتحمله ميزانية الأهل أو مصروف الطالب.. لكن هل يعني هذا أن نترك أولادنا وأفكارهم عرضة للتشويش من قبل أسلوب الشائعات الذي تنتهجه وسائل ومواقع التواصل؟!
لابد من التعرف من جديد على مزايا مواقع التواصل التي تأسر لب وأفئدة الشباب وهي طريقة بنائها على أسس تمكن الناس من التعبير عن أنفسهم والتعرف إلى أشخاص آخرين يتشاركون معهم اهتماماتهم وهواياتهم وإبداعاتهم وتكوين صداقات جديدة!! ويأتي الاعتراض على هذه المواقع بأنها مواقع افتراضية تُمكِّن مُستخدِميها من مشارَكة الأفكار والاهتمامات، بالإضافة إلى تكوين صداقات جديدة قد تحوي كماً كبيراً من الزيف والادعاء، ومن الصعب الوثوق بها.
ويمكن من خلال هذه المواقع إنشاء مجموعات فرعية قائمة على الاهتمامات المشتركة، ومشاركة ونشر العديد من الأمور بحيث يمكن لمجموعة معينة من المستخدمين الوصول إليها، من أجل إجراء الاتصالات مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء الدراسة والعمل، لكن نقطة الخطر هنا تتمحور في أننا لا نستطيع التنبؤ بما ستجلبه لنا هذه المشاركات والصداقات الوهمية في مستقبل الأيام.

يسرى المصري