قالها كبير الضيعة: «علينا أن نحترم مشاعر الناس… من غير اللائق أن نفرح و«نطبّل ونزمر»، وحولنا جيران تبكي… وأضاف: البلد كلها تبكي، ولولا الضرورة لما كنا وضعنا أنفسنا في هذا الموقف.. للحظات مرّت اعتقد أن الكثيرين ممن سمع كلام كبيرنا، قد شعروا بالخجل، ولاموا أنفسهم كيف تمادوا في محاولة إرضاء مشاعرهم ولم يحسبوا حساباً لمشاعر الآخرين، أو كما يُقال شعبياً «في شي أحق».
نسوق هذا ونحن نرى بعض الأنشطة والمهرجانات التي تستمر أسبوعاً، وتتضمن «طبلاً وزمراً»، فيما الكثير من الناس لا تقوى على تدبّر أمور حياتها اليومية، كما نسوق هذا ونحن نقرأ أن وزارة التعليم العالي غيّرت اسمها، وألحقت مفردة «البحث العلمي» باسمها العالي..
يمكننا أن نقول للوزارة: مبارك عليكم هذا الوليد الجديد و«يتربى بعزكم»، لكن في الحقيقة، لأن يتربى وينمو يتطلب «فتّ عملة».. هل أنتم جاهزون، وهل أعددتم العدّة لذلك؟.
من حقنا أن نسأل الوزارة عن الجهوزية لتحمّل عبء موضوع «البحث العلمي»، وهو كبير لدرجة تنوء تحت «يافطته» حكومات، لأنه يتطلب الكثير من الأموال والخبرات، ونعتقد أن جامعاتنا وبلدنا اليوم بحاجة إلى الكثير قبل الانطلاق إلى ما هو أكبر.. بمعنى آخر: هل وصلنا إلى مرحلة بات معها البحث العلمي ضرورة رقم واحد..؟
ولكيلا يشكّ أحد في القصد من وراء هذا؛ نقول: البحث العلمي كان على الدوام ضرورة، لكن في مراحل معينة تقتضي الضرورة أن يجري تبديل في سلّم الأولويات والضرورات، ولو من باب مجاراة الواقع واحترام مفرداته..
في العموم.. «عاشت الأسامي»، نأمل أن تحمل الوزارة اسمها الجديد لكي تبقى عالية وشامخة، وتصبح مركز أبحاث لكي تستعيد جامعاتنا تصنيفها وألقها ومكانتها على المستوى العالمي، وما في أيدينا سوى الأمل.

شوكت أبوفخر