حلول مبتكرة لمشكلات الشركات

كثيراً ما تتعرض الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لمعوقات كثيرة أثناء فترة عملها منها ما هو تنظيمي ومنها ما هو مالي وآخر يرتبط بنقص المعلومات والخبرة بالإضافة إلى عقبات تشغيلية وتسويقية ومحاسبية.

ونتيجة تزايد هذه المشروعات وأهمية دعمها وتشجيعها في سورية فقد تطورت الوسائل الفنية الكفيلة بتحسين أداء هذه الشركات وبخاصة في الجانب الإداري والمحاسبي كونهما العنصران الأكثر أهمية لنجاح هذه الشركات.

في هذه المقالة سنحاول إلقاء الضوء على دور المعلومات والأدوات المحاسبية الجديدة والمبتكرة للتغلب على معوقات التشغيل وتقييم كفاءة أداء هذه الشركات.

إن ما يهم صاحب العمل هو استمرار بقاء مشروعه وتزايد أرباحه من خلال تزايد مبيعات منتجاته بجودة عالية ومنافسة سعرية مرتفعة، ولتحقيق ذلك تطورت الأدوات الفنية المساعدة لتحقيق هذه الغايات ضمن مفاهيم مبتكرة لم تكن تستخدم سابقاً ومنها إدارة التكلفة – محاسبة التكاليف على أساس النشاط- المحاسبة التفاوضية- مقاييس كفاءة الأداء.

التكلفة المعتمدة على النشاط (ABC) Activity- Based Costing

وهو أسلوب جديد في محاسبة التكاليف يساهم في دعم القرارات الهامة والكبرى للمشروع.

ويؤدي ذلك إلى تخفيض درجة المخاطرة وعدم التأكد وتوفير أساس قوي لاتخاذ القرارات الإستراتيجية وهو ما يكفي لتحقيق النجاح المنتظر للنموذج.

وتظهر الحاجة إلى استخدام نموذج التكلفة المعتمد على الأنشطة عندما تكون هناك تكاليف عامة أو مشتركة لأقسام الخدمات يلزم تخصيصها على المنتجات لتحديد هامش المساهمة. حيث يرتبط مختلف عناصر التكلفة بالأنشطة، وعلى أساس خصائص الأنشطة يتم تحديد مسببات التكلفة التي تستهلك الموارد ويتم توزيع التكلفة على المنتجات على أساس خصائصها التي تستهلك الأنشطة.

ويقوم هذا النموذج على أساس أن التكلفة التي تستهلكها الأنشطة (تكلفة النشاط) ترتبط بالمنتجات (تكلفة المنتجات) بقدر ما تستهلكه هذه المنتجات من أنشطة وما يرتبط بها من تكلفة. وعلى ذلك قد تظهر تكلفة الإنتاج في المدى الطويل والقصير على أنها احد مكونات نموذج ربحية المنتج. وتتمثل خطوات تصميم نموذج تكاليف الأنشطة في الآتي:

  1. تحديد كافة الأنشطة التي يقوم بها المشروع الصغير.
  2. تحديد مختلف عناصر التكلفة التي يجب أن ترتبط بالأنشطة وذلك من خلال سجلات الشركة المرتبطة بالأجور ومشتريات الموارد والوقود والزيوت والإصلاح والصيانة والاختلافات في التكاليف المسجلة كالاستهلاك المرتبط بالإستراتيجية مثل الاستهلاك المعتمد على تكلفة الإحلال وبعض بنود التكلفة التي لا تظهر مباشرة في السجلات مثل الفوائد المحملة على استخدام الأصول اعتماداً على تكلفة الفرصة البديلة المقدرة للأصول المملوكة.
  3. علاقات السببية التي يعتقد قيامها بين الأنشطة والتكاليف والتي يطلق عليها مسببات التكلفة فمثلاً نشاط جدولة الإنتاج قد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو عدد دورات الإنتاج وتكاليف التوزيع التي ترتبط بعدد الرسائل المرسلة وتكاليف العمل التي قد ترتبط بعدد ساعات التشغيل. ونتيجة لهذا التحليل يتم ربط التكلفة بالأنشطة وكلما أمكن عزل الأنشطة فإنه يمكن تعيين تكلفتها بسهولة.
  4. تحديد مجموعات الأنشطة المطلوبة للمنتج كالتصنيع والبيع والخدمات والمرتبطة بكل منتج في إستراتيجية المشروع الصغير. وبناءً عليه فإن هيكل النشاط في المشروعات الصغيرة قد ينظر إليه على أنه مزيج لمجموعات أنشطة المنتج.
  5. يتم بحث علاقات السببية بين تكلفة النشاط والمنتجات المقدمة (مسببات تكلفة المنتج). ففي العديد من الحالات تكون مسببات تكلفة النشاط ومسببات تكلفة المنتج هي نفسها، فالنشاط قد يكون مطلوباً فقط للمنتج وعلى ذلك تكون تكلفة النشاط مرتبطة مباشرة بالمنتج. وفي حالات أخرى قد تكون الرابطة بين تكلفة النشاط والمنتجات غير محددة وعلى ذلك فإن تكلفة المنتج في أحسن حالاتها تكون حكيمة. وعندما يكون هناك تكاليف مشتركة ولا يوجد علاقة معقولة بينها وبين المنتجات يصبح هناك فرق بين إجمالي تكلفة المنتج وإجمالي تكلفة النشاط وفي هذه الظروف فإن ربحية المنتجات على المستوى الفردي والإجمالي يمكن تحديدها وربطها بتكاليف النشاط الأخرى وهامش الربح للمشروع ككل.
  6. فهم العلاقات بين المنتجات والأنشطة وأسباب استهلاك الأنشطة بما يسمح لوضع نماذج للآثار البديلة للتغيرات في استراتيجيات المنتج.

هذا، ويتميز أسلوب محاسبة التكاليف على أساس النشاط بالتالي:

  1. يكون تركيزه استراتيجي. فالقرارات المرتبطة بالمنتج ينظر إليها على أنها استراتيجيات متكاملة من حيث النطاق والتوجيه بالنسبة للمشروع الصغير، ومن ثم فإن قرارات المنتج تكون معتمدة على كل من السوق وتحليل الربحية وفي هذه الحال فإن المقاييس طويلة الأجل كالتدفقات النقدية المرتبطة بدورة حياة المنتج والمقاييس قصيرة الأجل المرتبطة بالعائد على الاستثمار والربح المحاسبي تكون ملائمة.
  2. الاعتماد على النشاط. فكل الأنشطة المرتبطة بالمنتج يتم تعيينها على أنها مجموعات أنشطة أو عمليات وليس مجرد أنشطة صناعية وبالأحرى تعرف كل الأنشطة داخل المشروع على أساس المنتجات ويتم التعرف على التغير في استراتيجيات المنتج كالسعر والحجم والمزيج في صورة تأثير كل منها على الأنشطة.
  3. استخدام الأنواع الملائمة للتكلفة مثل التكاليف الفعلية المسجلة. والتكاليف الفعلية المعدلة والتكاليف المقدرة.

فهل بدأنا في استخدام مثل هذه الأدوات لتطوير شركاتنا لما بعد الأزمة.

 

كتبه: د. عامر خربوطلي

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …