التنافسية وقطاع الأعمال

تعرف القدرة التنافسية، بأنها الكيفية التي تستطيع بها الدولة أو المؤسسة استخدام تدابير وإجراءات معينة تؤدي إلى تميزها عن منافسيها وتحقق التفوق، ولعل أبرز محددات القدرة التنافسية يتجلى بالنقاط التالية:

تكاليف الإنتاج:

وهي تعتمد على أسعار مدخلات الإنتاج أو الخدمات من المواد الأولية وكلفة القوى العاملة ومدى توفرها ومستوى تدريبها وتأهيلها واستيعابها للتكنولوجيا الحديثة، وكذلك تكلفة مستلزمات الإنتاج مثل الكهرباء والمياه والوقود، وترتبط القدرة التنافسية بعلاقة عكسية مع تكاليف الإنتاج فهي تزداد كلما استطاعت المؤسسة تخفيض تكاليف إنتاجها.

الجودة والنوعية:

تتعزز القدرة التنافسية من خلال رفع وتحسين مستوى جودة ونوعية المنتجات والخدمات من خلال الاهتمام بنوعية وجودة مدخلات الإنتاج ومستوى مهارات العاملين ومدى استيعابهم للتكنولوجيا الحديثة وبالتالي مستوى إنتاجيتهم، كما يتحقق التميز النوعي من خلال كفاءة نظام التسليم والتسويق والتوزيع وخدمات ما بعد البيع.

دور الحكومة:

تلعب الحكومة دوراً حاسماً في رفع القدرة التنافسية للسلع والخدمات من خلال جملة من الإجراءات منها:-

أ –    توفير خدمات البنية التحتية المساندة والداعمة للقطاعات السلعية والخدمية.

ب –  إتباع سياسات اقتصادية ومالية ونقدية وضريبية متوازنة ومترابطة وإجراءات إدارية مرنة ومنفتحة.

ج –   وضوح وشفافية القوانين والتشريعات المنظمة للبيئة الاستثمارية المشجعة.

ويمكن القول أن القدرة التنافسية هي في النهاية محصلة الاستثمار الكفء للموارد المتاحة والأنشطة الإدارية والفنية للمؤسسة من خلال تحسين الموارد كماً ونوعاً وتعظيم العائد منها إلى جانب تطوير الأنشطة المتعلقة بإدارة الجودة الشاملة والتطوير التنظيمي.

وتنبع أهمية القدرة التنافسية في كونها تعمل على توفير البيئة التنافسية الملائمة لتحقيق كفاءة أكبر في تخصيص الموارد واستخدامها وتشجيع الإبداع والابتكار بما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية والاتقاء بمستوى ونوعية الإنتاج ورفع مستوى الأداء. هذا بالإضافة إلى كونها تسهم في تجاوز إحدى أبرز العقبات التي تواجه تحسين الكفاءة الإنتاجية والمتمثلة بضيق السوق المحلية.

فعندما نستطيع تعظيم حصة المخرجات في معادلة العمل والإنتاج نكون قد ضاعفنا القيمة بنفس المدخلات المتاحة وهذا ما لن يتحقق اليوم دون التركيز على رفع كفاءة العنصر البشري تدريبياً وتقييماً وتنظيماً.

فهل نشهد قريباً نجاحاً تنافسياً يساهم في عملية الانتعاش الاقتصادي لسورية المتجددة.                                                  

كتبه: د. عامر خربوطلي

 

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …