علم رفاهية المجتمع

ليس جديداً القول أن الاقتصاد كهدف نهائي هو (علم رفاهية المجتمع) فلا معنى لأية سياسات اقتصادية أو مالية أو نقدية أو ضريبية أو حتى تجارية إن لم تؤدِ في النهاية إلى تحقيق معدلات أعلى من الدخل الفردي الحقيقي لجميع المواطنين، فالسياسات ليست مطلوبة لذاتها بل لهدف أسمى وأكبر ألا وهو تحقيق دخل أفضل ورفاهية أعلى لأفراد المجتمع، إلى هنا قد أكون لم آت بجديد إلا أن ما يبدو جديداً وينبغي التمعن به في حديث أربعائنا الأول مع مطلع عام 2018 وهو أن إعادة تفعيل بعض المحركات الذاتية للتنمية قد تساهم في تحقيق انتعاش اقتصادي سريع وغير متوقع ويؤدي بالضرورة لتحقيق وفورات اقتصادية وتنموية، وبالتالي زيادة في الناتج والدخل الفردي، والمقصود بالمحركات الذاتية هي كل ما من شأنه أن يزيد الناتج عبر وسائل محلية ذاتية، وفي مقدمتها التركيز على إعادة الاستثمار في رأس المال البشري ومضاعفة إنتاجيته، وإرساء قواعد الحوكمة وتقييم الأثر الاقتصادي للتشريعات والأنظمة والقرارات باتجاه الاستفادة القصوى منها، وليس أخيراً رفع سورية مناخ الاستثمار المحلي وإعادة هندسة عمليات الإدارة الحكومية باتجاه المزيد من الهندرة التي تحقق نتائج أكبر بتكاليف أقل والاستفادة القصوى من البنى التحتية القائمة.

وتشير الكثير من التقديرات والدراسات أن المحركات الذاتية للانتعاش الاقتصادي بعد انتهاء الأزمة تستطيع ردم أكثر من ثلث الفجوة التمويلية لإعادة الاعمار، فهل حان الوقت لنبدأ؟.

 

كتبه: د. عامر خربوطلي

شاهد أيضاً

عنق الزجاجة

بلغة بسيطة يفهمها الجميع المطلوب من الاقتصاد السوري أن يخرج من عنق الزجاجة التي دخل …