حلب تحتفي باللغة الأم: “حروفٌ من نور” تُنير منارة حلب القديمة

شام تايمز_ حلب_ أنطوان بصمه جي

بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، نظّمت مطرانية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية فعالية ثقافية بعنوان “حروف من نور” وذلك في منارة حلب القديمة بشارع السجن القديم.

وتتضمن الفعالية إضاءة ثقافية على اللغة السريانية خلال ثلاثة أيام متتالية، تشمل مجموعة من الأنشطة الهادفة إلى تسليط الضوء على اللغة السريانية وتاريخها العريق وتفاعلها مع محيطها، إضافة إلى معرض الكتب والأيقونات السريانية.

انطلقت فعاليات اليوم الأول بعزف مقطوعات سريانية مميزة قدمها أعضاء الفوج الخامس، تلاها تكريم الأب الخوري “برصوم أيوب” والملفونو “ابروهوم نورو” لجهودهما في خدمة اللغة السريانية والحفاظ عليها.

حظيت الفعالية بحضور لافت من مختلف فئات المجتمع، ممّا يعكس اهتمامهم باللغة السريانية ورغبتهم في التعرف على ثقافتها وتاريخها. وأعرب الحضور عن إعجابهم بالفعاليات التي تم تنظيمها، مؤكدين على أهمية الحفاظ على اللغة السريانية ونقلها للأجيال القادمة وحفاظها من الاندثار.

وأوضح مطران أبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس “بطرس قسيس” أهمية اللغة السريانية كامتداد لأعرق الحضارات القديمة وترابطها مع دول المنطقة، ولا سيما سورية حاضنة اللغة السريانية وإحدى أهم نقاط انتشارها حول العالم.

وبيّن المطران قسيس أنّ فعالية “حروف من نور” بأيامها الثلاثة تبرز دور اللغة السريانية وحضورها في الأدب والتاريخ والموسيقا كجذر مهم بُنيت عليه مختلف الفنون واللغات بالأخص القدود الحلبية.

منسقة الفعاليات الثقافية في منارة حلب القديمة للأمانة السورية للتنمية “شاميرام مقديس” أكدت أنّه ضمن خطة المنارة في احتواء وصون التراث السوري المادي واللامادي تقيم أمسيات “حروف من نور” نظراً لما يمثلانه من ركيزة في الهوية الوطنية وتشجيع رواد المنارة على العودة إلى جذورهم الحضارية وصونها.

بدورها عبرت الفنانة “سلاف فواخرجي” عن سعادتها بتكريمها ضمن الفعالية إلى جانب أهم المحافظين على اللغة السريانية والمساهمين في نشرها، لافتة إلى أنّ اللغة والتراث السرياني جزء مهم من الهوية الحضارية لسورية وجسر متين بين الماضي والحاضر والمستقبل فضلاً لما تحمله من أهمية وعراقة وتاريخ، حيث تُعد اللغة الأم عنصراً أساسياً في الهوية الثقافية للشعوب.

تجسّد فعالية “حروف من نور” التعاون المثمر بين مطرانية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس والأمانة السورية للتنمية في سبيل إحياء اللغة السريانية وتعزيز حضورها في المجتمع.

في حين تتضمن فعاليات اليوم الثاني أمسية سريانية غنية بالموسيقى والعروض الفنية، تقدمها جوقات المطرانية، وسيخصص جزء من الأمسية لتكريم روح الموسيقار السرياني السوري “نوري إسكندر”، أحد أهم روّاد الموسيقى السريانية في العصر الحديث.

أما اليوم الثالث والأخير سيتضمن محاضرة بعنوان “اللغة السريانية وتفاعلها مع محيطها”، يلقيها مختصون في مجال اللغة السريانية. وتختتم الفعالية بعزف مقطوعات سريانية مميزة يؤديها أعضاء الفوج السادس.

تصوير: عبد المنعم الحمدو

شاهد أيضاً

الأونروا: مساعي حل الوكالة تقوض قيام دولة فلسطين

شام تايمز – متابعة أكد “فيليب لازاريني” المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، …