“الأوقاف” تحدد مقادير وأنصبة الزكاة وزكاة الفطر وفدية الصوم

شام تايمز – متابعة

أصدر المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف بياناً بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، حول تحديد مقادير وأنصبة الزكاة وزكاة الفطر وفدية الصوم وجاء في البيان:

“يقول الله سبحانه وتعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” البقرة 185.

تطلّ علينا في تضاعيف الأيام المقبلة نفحات مباركة يفوح رحيقها ليعبرَ الأيام ويلاقي شوق الأرواح الظمآنة والنفوس المتعبة والقلوب المتبتلة، إنها نفحات شهر الخير والبر شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الذي جعله الله منارة بين الشهور ومَعْلَماً وسط الأيَّام، تُضاعف فيه الحسنات وتُجاب فيه الدعوات وتكثُرُ فيه الخيرات، وهو مع ذلك شهر الصدقات والإطعام وجبرِ الخواطر المنكسرة والإحساس بآلام الفقراء والمساكين ومواساة المتألمين والمتضررين، فمن أراد فيه الوصول فليطرق باب الله بيد الفقير قبل أن يطرقه بيده، استجابةً لأوامر الله التي لا تكاد تخلو منها سورة في القرآن الكريم بالحث على المساعدة والإنفاق التي أسماها الله قرضاً حسناً: “من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة” البقرة 245.

فلا قبول لغنيٍّ يكنز ماله ولا صيام لثريٍّ يرى المحتاجين ولا يتحرك لهم ولا إيمان لشبعان يرى أبناء وطنه متضررين فلا يجود بماله لهم، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: “ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم” رواه الطبراني.

وتأتي تشريعات الإسلام في هذا السياق متضافرة متآزرة من أمر بإخراج الزكاة وصولاً إلى زكاة الفطر التي لا يرتفع صوم الصائم إلا بها مروراً بفدية الصوم للذي لا يستطيع صياماً ولا قضاءً، “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين” البقرة 185.

وفي هذا السياق يتوجه المجلس العلمي الفقهي إلى الأغنياء والموسرين في مجتمعنا أن أقبلوا على فضل الله واستجيبوا لأمره وافتحوا لأنفسكم أبواب الخير والفضل، واعلموا أن القبول عند الله لكم ومحبة الله لا تكون إلا بمقدار العون والمساندة لأبناء وطنكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” رواه مسلم.

فمن أراد أن يقتحم العقبة ويحوز الرضى فليسمع إلى قوله تعالى: “فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ” سورة البلد.

فافتحوا أبواب العطاء على مصراعيها وتذكروا وصية نبيكم الكريم صلى الله عليه وسلم في الأزمات: “من كان له فضل زادٍ فليعُد به على من لا زاد له ومن كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له” رواه مسلم.

واعلموا أن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير، فقدموا أفضل ما لديكم، فلا يمكن للمجتمع أن يتعافى ويتكامل إلا بتحرك كل طاقات الخير الكامنة فيه وعلى رأسها الزكاة والصدقات، وإشاعة فعل الخير سراً وعلانية والتحرك بمبادرات الإطعام والإكساء وقضاء الديون وتلبية الحوائج لا سيما بعد الكارثة التي أصابت بلدنا بالزلزال وما نتج عنه من متضررين، إضافة إلى آثار الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على بلدنا منذ سنوات.

أما فيما يتعلق بمقادير أنصبة الزكاة وفدية الصوم وصدقة الفطر وكفارة اليمين وغيرها من الأنصبة الشرعية، ونظراً لاختلاف القيم التقديرية المرتبطة بتحديد المقادير الشرعية وتفاوتها بين يوم وآخر، فإن المجلس العلمي الفقهي يوصي بالرجوع إلى أعضاء المجلس والعلماء المختصين في كل محافظة ومديريات الأوقاف لتحديد هذه المقادير وإجابة الناس عن تساؤلاتهم وفق ما قرره الفقهاء من قواعد وبما يحقق مصلحة الفقير ويتناسب مع فقه الواقع، عملاً بقوله تعالى “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون” النحل 43″.

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …