محافظ دمشق: بعد إعادة تأهيل التكية السليمانية سيعود الحرفيون إلى أجزاء منها لتكون مقصداً ثقافياً وتراثياً وتاريخياً وسياحياً

شام تايمز – متابعة

أكد محافظ دمشق المهندس “محمد طارق كريشاتي” أهمية ترميم التكية السليمانية، وقال: “لا شك أنكم شاهدتم الوضع الفني الراهن للتكية السليمانية وطبيعة الأضرار الحاصلة في بنية التكية سواء في السقوف والأعمدة والجدران أو في الأرضيات، وهذا الوضع هو نتيجة تراكم سنين طويلة قبل الحرب، لكن هذا الوضع زاد سوءاً خلال سنوات الحرب وبالتالي كان القرار بوقف حالة تدهور التكية لأنه حكماً سنصل لاحقاً (ما لم يحصل الترميم والتدخل) إلى انهيار هذا المعلم التاريخي والأثري والتراثي”.

وأضاف “كريشاتي”: “لذلك كان لابد من ترميم كامل هذا المكان، وهذا يحتاج لدراسات فنية دقيقة جداً ولخبرات عالية في مجال الترميم التراثي، ولذلك استعانت محافظة دمشق بالمديرية العامة للآثار والمتاحف وكوادرها الخبيرة، إضافة للمؤسسات الوطنية المتخصصة في صون وحماية الأماكن التراثية وفي مقدمتها الأمانة السورية للتنمية التي تستطيع أن تقدم خبرتها المتراكمة على مدى سنوات طويلة في مجال صون وحماية التراث المادي واللامادي وأن نستفيد من مكانة الأمانة السورية وعلاقاتها مع المنظمات غير الحكومية المعنية أيضاً والعاملة في الشأن الثقافي والتراثي، لاسيما وأن الأمانة السورية للتنمية هي حالياً عضو بمرتبة محكم في منظمة اليونيسكو، وطبعاً الشيء بالشيء يذكر فالأمانة السورية للتنمية حققت نجاحات مهمة على مستوى إعادة تأهيل وترميم أسواق حلب القديمة مع شركائها من المنظمات ومن الخبراء وما زال العمل هناك مستمر”.

وكما أكد “كريشاتي” أن محافظة دمشق أيضاً تقوم بترميم سوق السروجية التراثي، وترمم أيضاً بالشراكة مع مؤسسة الآغا خان الثقافية وخبرتها الكبيرة في المجال التراثي عدد من البيوت التراثية في دمشق القديمة.

وأضاف محافظ دمشق: “سيستند ترميم التكية إلى هويتها وطابعها المعماري والتاريخي والثقافي وسيحافظ على هذه الهوية، وسيضيف الترميم شيء من بصمة الزمن الذي نحن فيه الآن، كما سيحافظ الترميم على الوظيفة الأساسية للتكية كمعلم تاريخي وتراثي”، منوهاً: “طبعاً ثمة أماكن وأجزاء من التكية منسية ومهملة، وبالتالي فإن الترميم سيحيي هذه الأماكن والأجزاء التي يمكن وصفها بالميتة إضافةً إلى ترميم الأجزاء الأساسية المتصدعة. وستكون التكية في أجزاء منها مكاناً يحتضن أصحاب الحرف التراثية ويحتضن أيضاً المناسبات والفعاليات المرتبطة بالصناعات التراثية، ونحن نتطلع بعد الترميم لأن تكون التكية مقصداً ثقافياً وتراثياً وتاريخياً وسياحياً للسياح السوريين”.

ومن جهته أكد مدير أعمال الترميم في التكية السليمانية” أنطون شنيارة” أن استراتيجية مشروع ترميم التكية تقوم على إيجاد حلول لكل المشاكل المتعلقة بما تحتاجه المباني الأثرية من خدمات التشغيل بطريقه صحيحة استناداً إلى هويتها وطابعها المعماري والتاريخي والثقافي.

وأوضح “شنيارة” أن موقع التكية المجاور لمسار نهر بردى تعرض خلال العقود الماضية لهبوط مستوى المياه الجوفية بسبب شح مصادر المياه، ما أدى إلى انجراف في طبقات التربة تحت منسوب تأسيس المباني، ونتج عنه هبوطات كبيرة ظهرت آثارها على شكل تشققات وتصدعات في كثير من أسقف وقبب التكية وأعمدتها وجدرانها.

وقال “شنيارة”:”ستكون التكية في أجزاء منها مكاناً يحتضن أصحاب الحرف التراثية والمناسبات والفعاليات المرتبطة بالصناعات التراثية وذلك بعد الانتهاء من عمليات ترميمها”.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …