في ذكرى وفاته.. الصوت الجبلي “وديع الصافي” حاضر عبر الأجيال

في ذكرى وفاته.. الصوت الجبلي “وديع الصافي” حاضر عبر الأجيال

شام تايمز – إعداد: رغد عيسى

في الـ 11 تشرين الأول عام 2013 رحل الفنان اللبناني “وديع الصافي” عن عمر 92 عاماً بعد تعرّضه لوعكة صحية في منزله، متوفياً على أثرها في أحد مستشفيات لبنان، ودُفن في بلدته “نيحا الشوفية”، في مأتمٌ رسمي وشعبي حضره حشدٌ من الشخصيات الفنية والسياسية والاجتماعية في بيروت.

المطرب الكبير “وديع الصافي” وُلد في 1 تشرين الثاني عام 1921، في قرية “نيحا الشوف”، وخلال دراسته في مدرسة دير المخلص الكاثوليكية كان المنشد الأول في جوقة المدرسة، ولكن بعد ذلك اضطر للتوقف عن الدراسة بسبب حبه للموسيقا، ولمساعدة والده في إعالة العائلة، ليبدأ طريقه الفني في عام 1938.

وحصل “الصافي” عبر أغنية “يا مرسل النغم الحنون” للشاعر الأب “نعمة اللّه حبيقة”، على المرتبة الأولى لحناً وغناءً وعزفاً من المتبارين في مباراةٍ للإذاعة اللبنانية، وانصقلت هويته الفنية على أيدي “ميشال خياط” و “سليم الحلو” في إذاعة الشرق الأدنى.

ولعب الشاعر “أسعد السبعلي” دوراً مهماً في تبلور الأغنية الصافيّة، فكانت البداية مع أغنية “طل الصباح وتكتك العصفور”.

وسافر “الصافي” إلى مصر وحظي بلقاء مع الفنان “محمد عبد الوهاب” عام 1944، ليسافر بعد عدة سنوات إلى البرازيل مع فرقة فنية حيث أمضى 3 سنوات في الخارج.

وأشاد “محمد عبد الوهاب” عند سماعه لأغنية “الصافي” في أوائل الخمسينات “ولو” المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية، قائلاً: “من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت”، فشكّلت هذه الأغنية علامةً فارقة ومنعطفاً فنياً في الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقِيل عنه في مصر أنّه مبتكر “المدرسة الصافية” في الأغنية الشرقية.

وفي أواخر الخمسينات؛ بدأ العمل المشترك مع العديد من الموسيقيين من أجل نهضة الأغنية اللبنانية من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي و”فيلمون وهبي” و”الأخوين رحباني” و”زكي ناصيف”، “وليد غلمية” و”عفيف رضوان” و”توفيق الباشا” و”سامي الصيداوي”.

وشارك “الصافي” في الكثير من المهرجات الفنية التي برز من خلالها صوته الجبلي، ومن بين تلك المهرجانات: “العرس في القرية بعلبك” و”موسم العزّ” و”مهرجان جبيل” و”مهرجانات فرقة الأنوار” ومهرجان الأرز” و”أرضنا إلى الأبد” و”مهرجان نهر الوفا”.

كذلك شارك في أكثر من فيلم سينمائي، من بينها: “الخمسة جنيه” و”غزل البنات” و”موّال” و”نار الشوق”.

ومن أغانيه الأكثر حضوراً في الذاكرة: “لبنان يا قطعة سما” و “صرخة بطل” و “الليل يا ليلى” و “شاب الهوى وشبنا” و “الله يرضى عليك يا ابني” و”طلّوا حبابنا” و”سهرة حب” و”يا شقيق الروح” و”عندك بحرية” و”يا عيني عالصبر” و”على اللـه تعود”، إضافةً إلى التراتيل الكنسية، ومنها “اللهمّ اسمع أقوالي”.

وكان “الصافي” محافظاً على حنجرته الذهبية، وعندما سأله الباحث والكاتب الصحفي “محمد دياب” عن الكيفية التي يحافظ بها عليها، أجاب قائلًا “أمتنع عن تناول الحوامض اللاذعة وأتجنب الانفعال الزائد على الحدّ وأبتعد عن الأخبار المزعجة، وأصلي دائماٍ وعادة ما أبتهل قبل الغناء بنصف ساعة، كما أحرص على النوم جيداً ولا أشرب أو أدخن الآن”.

ورث أبناء “وديع الصافي” الحس الفني والموسيقى والصوت الجبلي، وفي عام 2021 أثار أحفاده “شربل وجاد” أبناء “جورج الصافي” ضجة كبيرة على “تيك توك”، وهما يعزفان على آلتي البيانو والكمان، مع دندنة أغنية “لا عيوني غريبة” لجدهما.

يعد المطرب “وديع الصافي” من الرواد المساهمين في ترسيخ قواعد وفن الغناء اللبناني وفي نشر الأغنية اللبنانية والعربية.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …