عندما تقتحم المرأة مهنةً يحتكرها الرجال..

شام تايمز – حلب – أنطوان بصمه جي

تتخذ الشابة “آية” من الرصيف المقابل لساعة باب الفرج الشهيرة وسط مدينة حلب مكاناً لعملها في إعداد الشاي والقهوة على ماكينة “الإكسبريس” وتقديمها للمارة، لتكسر بذلك الصورة الذهنية لدى العامة بأن تلك المهنة محتكرة على الرجال فقط.

صورة جديدة ترسمها الشابة الحلبية التي لم تعد تملك شيئاً سوى طموحها بعد فقدانها لأسرتها بسبب سقوط قذيفة “هاون” إضافة إلى خسارتها لمنزلها الكائن حي باب النيرب بسبب الحرب التي دارت هناك، في حين أخوتها اخترّن الزواج والسفر خارج البلاد، فما كان أمامها إلا الخيار الوحيد وهو اللجوء لإحدى معارفها ومشاركتها السكن، فتراها كل يوم بشكل روتيني منذ الصباح الباكر تقف خلف الآلة متجاوزة حدود المجتمع الذكوري لتثبت للزبائن أن المرأة قادرة على لفت عين المجتمع تجاه ما تقدمه من عمل.

وتقول الشابة “آية” (25 عاماً) لـ “شام تايمز”: “بدأت عملي منذ عامين، أفتح “البراكة” الساعة السابعة صباحاً بشكل يومي حيث تتنوع مشروباتها بين قهوة، شاي، كابتشينو، أندومي، كاكاو، زهورات” تنتظر قدوم الزبائن لتلبية طلباتهم المختلفة من مشروباتهم الخاصة، وتضيف الشابة خلال حديثها “تساعدني في ذلك السيدة “أم مصطفى” التي أقطن معها وابنها المصاب بمرض مزمن فنحن “شركاء على الحلوة والمرة” على حد وصفها، لتبقى خلف آلتها إلى أن ينتهي اليوم المليء بالتعب والكفاح بغلة مالية لا تكاد تسد مستلزمات الحياة المعيشية المرتفعة باستمرار، إضافة إلى شراء متطلبات آلة “الإكسبريس”.

 

وتختم ابنة الـ 25 عاماً حديثها بأنها تطمح في قادم الأيام لجمع القليل من المال لاستئجار محل تجاري بدلاً من الوقوف على الرصيف وتحمل أشعة الشمس الحارقة وإزعاج المارة، فهي لا تريد إلا أن تعيل نفسها دون أن تحتاج لأحد.

شاهد أيضاً

الفنان “يامن الحجلي” ينتقد الدراما المعربة

شام تايمز – متابعة رد الفنان “يامن الحجلي” بطريقة ساخرة على تصريحات الفنان “عابد فهد”، …