خبير زراعي يقدم عدة نصائح لتخفيف أضرار المزروعات أثناء العواصف الغبارية القوية

شام تايمز – ديما مصلح

تضرر كثير من المحاصيل المزروعة في محافظة دير الزور، نتيجة العاصفة الغبارية الرملية القوية التي تعرضت لها المحافظة منذُ أيام قليلة، علماً أن هذه العاصفة لم تشهد المحافظة مثل قوتها منذُ أكثر من عشر سنوات.

وأكد الخبير الزراعي مدير مؤسسة “الشرق” الزراعية في دير الزور المهندس “مازن فريح” لـ “شام تايمز” أن المحاصيل المزروعة في المحافظة تضررت بنسبة أكثر من 60% بسبب العاصفة “عجاج”، لافتاً إلى أن أكثر المزروعات المتضررة القمح، مما أدى إلى تكسير السنابل، أما موسم القطن يستطيع الفلاح زراعته من جديد بما أن الآن موسم زراعته، ومحاصيل الخضروات الصيفية المزروعة تضررت بشكل كامل.

وبعد انتهاء العاصفة الغبارية وإجراء جولة على حقول الخضروات، أوضح “فريح” أنه وضع خطة لتخفيف الأضرار التي لحقت بالمزروعات وهي: غسيل شتول المحاصيل الصيفية بالكامل من الغبار والحشرات والجراثيم لأكثر من مرة في المياه عبر “مرشات” بما أنها في مرحلة الإنتاج، ومن ثم سقايتها لتجريف كامل الجراثيم مع مياه السقاية، وفي اليوم التالي تم رش المحاصيل بالمبيدات الحشرية والفطرية وبعض مخصبات المناسبة لكي تساعد النبتة على قضاء من الجراثيم والفطريات، مؤكداً أنه بهذه الطريق ستتحسن الحياة النباتية تدريجاً وبشكل جيد.

وبيّن المهندس “فريح” أن شرق سورية على حدود العراق وبالتالي نتعرض دائماً لعواصف رملية منقولة من العراق، وهذه العواصف نتيجة المساحات الواسعة الرملية الصحراوية من العراق، وأثناء العواصف الرملية تنتقل إلى سورية، وتتأثر فيها المزروعات وتسبب ضرراً كبيراً في المجالات الزراعية في المحافظة.

وفيما يخص بنية محافظة دير الزور كونها صحراوية وقريبة من دولة العراق التي تمتلك مساحات كبيرة من الصحراء، قدم الخبير الزراعي “فريح” نصائح لتخفيف من أضرار العواصف الغبارية في المستقبل على المزروعات، وهي توسيع الغطاء النباتي بالمزروعات الحراجية، وزراعة أشجار السرو والصنوبر والنخيل كونها أشجار عملاقة، وتخفف بشكل كبير من أضرار العواصف الغبارية، مشيراً إلى أن محافظة دير الزور قبل الحرب كانت ممتلئة بمساحة كبيرة من الغطاء النباتي لكن الإرهاب قطع وحرق هذا الغطاء.

ونصح “فريح” الفلاحين بزراعة هذه الأشجار على أطراف المدينة، وخاصة أن هذه الشتول تقدم بالمجان من مديرية الحراج، داعياً خريجي الهندسة الزراعية في المحافظة إلى دعم المشاريع الحراجية عبر مشاريع تخرجهم.

ولفت مدير مؤسسة الشرق الزراعية في دير الزور المهندس “مازن فريح” إلى التفريق بين الرياح المحملة بالغبار وبين العواصف الغبارية، حيث أن الرياح تساعد على تلقيح الزهرة التي تشكل ثمرة، ويعتبر تلقيح طبيعي مثله مثل النحلة عندما تلقح الثمار، أما العواصف الغبارية لها أثار سلبية كبيرة على المزروعات، حيث أنه في أخر عاصفة تكسرت كثير من الأشجار، قائلاً: “أن الغبار القوي يسكر مسامات الأوراق التي تمتص المواد الكيميائية، علماً أن روح المزروعات هي الأوراق”.

ويشتهر أهل دير الزور بالزراعة والتجارة، لإطلال المحافظة على الضفة الغربية لنهر الفرات، وموقعها الهام، بما أنه يعتبر طريق القوافل التجارية المتجهة إلى العراق، والتي كانت عبر التاريخ وسيلة تبادل تجاري بين مدن العالم وسكانه، وقد زادت أهميّة المحافظة في عصرنا الحاضر بسبب اكتشاف النفط فيها، بالإضافة إلى العديد من الثروات الأخرى.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …