الصحفي “وسام كنعان”: هناك مجموعة أفكار إن طُبقت ستعود الدراما السورية إلى ألقها

شام تايمز – رغد دالي

تنوعت الأعمال الدرامية السورية في الموسم الرمضاني الحالي بين اجتماعية وكوميدية وأعمال بيئة شامية، وكان للمشاهد العادي كما المختص رأياً فيما قدمته هذه الأعمال التي عُرضت على عدد من المحطات السورية والعربية، وفي هذا الإطار كشف الصحفي “وسام كنعان” لـ “شام تايمز” عن مجموعة نقاط تتعلق بـ “درامانا” هذا الموسم.

وعند سؤاله عن رأيه بالأعمال السورية التي قُدمت في رمضان الحالي قال كنعان: “في هذا العام هناك حد أدنى من الكم الإنتاجي، أمّا على مستوى النوع فهناك عملين أو ثلاثة أعمال يمكن تصنيفهم بالمقبولة أو الجيدة، لكن بنفس الوقت الحديث بمنطق نقدي بمواجهة هذه الأعمال يفند كماً كبيراً من الأخطاء، وحالة من الاستسهال في الحلول لدى غالبيتها”، متابعاً: “يمكن القول إننا لسنا في مكان جيد لا على مستوى الكم ولا على مستوى النوع”.

وفيما يتعلق بعودة الدراما السورية إلى ألقها، أكد “كنعان” أن هذا الموضوع له علاقة بالحديث عن رأس مال وطني نظيف وسوق عرض تقليدي، أي محطات فضائية كبرى، وسوق عرض معاصر مثل منصات عرض للمسلسلات الرقمية أو القصيرة، وأيضاً هو بحاجة لاستقطاب خبرات وأسماء مهمة هاجرت، ورفع سقف الرقابة أو نسفه بالمطلق، ودفع أجور تحترم جهد الفنان بدءاً من الورق.

وشدد كنعان أن الورق والحكاية أهم ما تحتاجه درامانا، ونحن بحاجة رهان على أفكار جديدة وكتاب جدد لم يسبق لهم أن طرحوا أعمالهم للتداول، مؤكداً أن ملخص الأفكار هذه إن طُبقت تبدأ الدراما السورية بالعودة، أو تقدم حينها أعمال ذات سوية متميزة.

وبخصوص العمل “الأنضج فنياً” هذا العام من جهة النص والإخراج والتمثيل أوضح “كنعان” أن فكرة مسلسل “على قيد الحب” والمنطق الذي طرحه هذا العمل فيه من الهدوء والتشذيب، والابتعادَ عن الحالة الصدامية والتشويق المفتعل والحالة البوليسية وحبس الأنفاس، ما يجعله الأكثر هدوءاً واتزاناً، وابتعاداً أو نأياً بالنفس عن المفردات الافتعالية المتصنعة لجذب المشاهد، متابعاً: أحياناً يقع صانع الدراما في مطب الاستسهال لخلق مساحات إضافية من الجذب عند المشاهد.

وأضاف “كنعان”: إذا أردنا أن نساير المزاج العام فلابد من الحديث عن مسلسل “كسر عضم” الذي يحقق نسبة مشاهدات عالية تفوق بها على غيره بالمطلق بحالة “التريندات” وحالة الإجماع الجماهيري الذي خلقها عبر الـ “سوشل ميديا”، والبلبلة التي كانت حول المسلسل والتي جعلته أكثر حضوراً وانتشاراً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك مجموعة كبيرة من وجهات النظر النقدية التي يمكن أن تشتبك مع منطق هذا العمل وأسلوب صنعه.

وعن رأيه بالمواهب الشابة التي برزت في بعض الأعمال، قال “كنعان”: وجود المعهد العالي للفنون المسرحية كمصنع للممثلين المحترفين، بالإضافة إلى المعاهد الرديفة الخاصة التي تدرّس التمثيل بشكل منهجي ومهني، كان كفيلاً أن تقدم هذه الجهات كل عام جيلاً شغوفاً يملك من الطاقة والديناميكية والأحلام الكثير، وهذا ساعد أن يكون الممثل جيداً بالحد الأدنى في بداياته كممثل.

وتابع: بالطبع إن الممثلين الجدد الجيدين هو تفصيل وعنصر من عناصر الدراما لكنه لا يكفي لأن نستبشر بغد أفضل أو بعودة وألق ستستعيده الدراما قريباً، كاشفاً أن الموضوع يحتاج وجود عدة عناصر وأهم هذه العناصر والذي من دونه لا يمكن أن تكون الدراما هي الحكاية والكاتب الذي يعتبر الصانع الأساسي للشخصيات والبيئة الدرامية والحكاية والتصعيد على الورق، مضيفاً: لا أعتقد أن هناك كم كافٍ من الكتّاب، حتى أنني أستشعر الخطر من تفشي الأمية الحقيقية في صفوف الكتّاب الحاليين، فيمكنك أن تراقب الصفحات الشخصية على “فيسبوك” لبعض الكُتاب التي أصبحت أسماؤهم معروفة إلى حد ما ووجود كم من الأخطاء المنفِرة منها اللغوية والإملائية والأسلوبية التي لا يقع فيها طلاب الصف السادس الابتدائي، فأنا أعتقد أنه إذا خضع كتّاب الدراما السورية المتداولين اليوم إلى فحص لغة عربية بقواعد كتابية ولغوية وسلامة الأسلوب، فإن نسبة كبيرة منهم سيفشلون في تجاوز هذا الامتحان.

وأوضح “كنعان” أن المشكلة إذاً في الكاتب الجيد، وفي رأس المال الذي يستطيع أن يستقطب كاتباً جيداً، وأن يغامر فيه، فإذا امتلكنا رأسمال جيد وفتح رأس المال هذا المجال لمغامرات كتاب جدد غير الأسماء المتداولة يمكن حينها أن نستبشر أن هناك ضوء أخضر سيلمع بعد مدة وجيزة، وهناك حالة توهّج لابد من الحصول عليها بمنطق الاجتهاد.

شاهد أيضاً

دكتور تجميل فرنسي يقيّم جمال “نادين نجيم”

شام تايمز – متابعة قيَّم جراح التجميل الفرنسي “فيفيان موريس” جمال الفنانة اللبنانية “نادين نسيب …