في عيد الأم.. “أم محمد” انتظرت ابنها وعاد مستشهداً

شام تايمز – ديما مصلح

تعم الاحتفالات في عيد الأم ولكن تبقى هناك زاويةً مظلمة تسترجع فيها أمهات الشهداء الذكريات التي جمعتهن مع أبنائهن، وهذا ما جسدته أم الشهيد “أم محمد” باسترجاعها لصور ابنها الشهيد “محمد”، وتستذكر تفاصيل ما حصل له في هذا اليوم تحديداً.

تحدثت “أم محمد” لـ “شام تايمز” عن أوجاعها كأنها تحدث نفسها وتنحدر دموع صامتة من عينيها وبدت تتلعثم كلماتها، قائلةً: “ابني فلذة كبدي وحيدي فقدته في هذا اليوم، وكل كلمات الدنيا لا تخفف النيران التي في قلبي، ولم تعد لدي القدرة على إخفاء ألمي من فقدان وحيدي”.

“كان محمد يذهب إلى دار المسنين ويقدم للأمهات الهدايا، ويستمع لأحاديثهن ويغني ويعزف لهن على آلتي العود والبيانو، ليخلق لهن فرحاً قد ينسيهن بعضاً من آلامهن”، هكذا استذكرت “أم محمد” ابنها الشهيد مضيفةً: “سأفعل كما كان يفعل ابني سأمشي على ممشاه”.

وأكدت المرأة الستينية أنه بعد استشهاد ابنها تدربت على العزف، وفتحت معهد لتدريب الأطفال على العزف ليهدوها إلى أمهاتهم، مبينةً أن التدريب مجاني أول 3 أشهر من كل عام.

اجتازت “أم محمد” بصبرها وعزيمتها ذكرى هذا اليوم واصفةً إياه بـ “المشؤوم” لأنها فقدت ولدها بنفس اليوم، فقد انتظرته ولكنه عاد مستشهداً مضيفةً: “الإيمان بالقضاء والقدر يخفف المأساة، الحياة ماشية بحلاوتها ومرها”.

ولفتت “أم محمد” أنه حين تلقت خبر استشهاد ابنها لم تصدق في البداية وباتت تردد “لا تقدموا لي التعازي ابني عايش ولم يمُت”، وعندما رأت جثمانه انهارت ولم تعد تتكلم لمدة 3 أشهر كما أنها حاولت التكلم ولكن حينها لم تستطيع ذلك.

أم محمد واحدة من بين آلاف النساء السوريات اللواتي قدمن الغالي والنفيس فداءً للأم سورية، وتألمن بصمت وكنّ رمزاً للتضحية والقوة، وفي المقلب الآخر هناك الكثير من الأبناء فقدوا أمّهاتهم، حيث باتت هذه المناسبة ذكرى أليمة لهم.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …