مدرس من حمص يعلم الطلاب ويصلح أحذيتهم

شام تايمز – متابعة

افتتح المدرس “عبد الكافي عباس” من سكان حي السبيل في “حمص” محلاً لتصليح الأحذية في شارع المهاجرين، ليعمل به بعد انتهاء الدوام في مدرسة “عيسى الفاحلي”، بحسب ما نقل تلفزيون “الخبر”.

وقال “عبد الكافي”: “أعمل واجبي في المدرسة على تعليم الطلاب، ثم آتي إلى المحل لتصليح الأحذية”. وروى “عبد الكافي”: “تعود أصولنا إلى قرية جب الجراح بريف حمص الشرقي، وتعلمت أنا وإخوتي هذه المهنة من والدي، بالوقت الذي تابعنا فيه تحصيلنا العلمي، فكنت أمسك الكتاب في يد، والمطرقة في اليد الأخرى”.

وتابع: “صحيح أن هذا الشيء غريب وخارج عن المألوف، بل وربما غير محبذ، كونني معلم وأعمل بمهنة بعيدة عن وظيفتي، إلا أن في هذا الشيء رسالة أود توجيهها، لكل من يشتكي البطالة، وعدم سعيه وراء رزق، فأي مهنة أفضل بكثير من إضاعة الوقت والتحسر دون أي فائدة”.

وأضاف “عبد الكافي”: “الوقت الذي يضيع لا يعود، وعلينا استغلاله بالعمل والاستفادة منه في أي مهنة دون حرج وخجل، على أن يكون العمل شريف وقانوني”.

وعن المواقف التي تحصل مع طلابه، أشار إلى أن الكثير منهم يمرون على المحل للسلام عليه، قائلاً: “في إحدى المرات قال طالب بصوت عال في المدرسة أنه رآني ماسكاً الحذاء في يدي، فقلت له مر علي كي أصلح حذاءك أيضاً”.

وتابع: “للأسف، توجد عدة مفاهيم خاطئة في ثقافة مجتمعنا، ومنها النظرة للعمل، والزاوية التي ينظر إلى الشخص الذي يقوم بها، ويجب على كل شاب أن يساعد بتغيير تلك الثقافة، حيث نرى في بلاد العالم المتقدمة مهندساً بثياب متسخة، بينما يريد الجميع عندنا الجلوس وراء المكاتب دون أي تعب وعناء”.

وأردف: “أنا أستاذ في مدرسة بحي السبيل منذ عشرين عاماً، ولم أرغب يوماً بالعمل الإداري، بل أحببت التعليم لأستمد طاقتي من الأطفال، وآتي إلى المحل مباشرة بعد انتهاء الدوام، دون الذهاب إلى منزلي، بعد تجهيز سندويشات الغداء من قبل زوجتي”.

وعن عائلته قال: “يفتخر أولادي الثلاثة بعملي، وكثيراً ما يأتون إلى المحل، لمساعدتي والرغبة بتعلم المهنة، طالبين مني السماح لهم بالقص والدرازة وغيرها، مع توعيتهم أن العمل رديف للعلم، ولا يؤثر على المستوى التعليمي، ومن ينظر عكس ذلك يكون تفكيره قاصراً”.

وأردف: “أوجه الشكر لزوجتي التي وقفت بجانبي في كل ظروف حياتي، فكانت زوجة وأخت وأم ومساعدة لي، ولم تكن منكسرة اجتماعياً بسبب عملي، بل كثيراً ما افتخرت بذلك أمام الجميع، كما تساعدني على ترتيب المحل وتنظيفه، ونخطط سوية لتوسيعه وتحسينه”.

شاهد أيضاً

“روضة الرفاعي”: الهدف من الفعالية هو إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام

شام تايمز – جود دقماق انطلاقاً من المسؤولية الاجتماعية وتحقيقاً لهدفه الإنساني، أقام النادي الدبلوماسي …