“التسول”.. أزمة ضمن أزمة والأطفال أبرز ضحاياها

شام تايمز – ديما مصلح

بدلاً من أن يكونوا في مدارسهم ويرتدون لباسهم المدرسي أو في بيوتهم يمارسون نشاطاتهم المحببة يقف عدد من الأطفال في شوارع وأزقة دمشق يمدون يدهم لكل من يمر أمامهم طالبين الحسنة ولقمة العيش، بأساليب مختلفة وبطرق مدروسة ومتعددة، ولا تتطلب شيء سوى وجه كئيب وملابس متسخة وكلام يجذب العواطف والشفقة لدى المارين.

عندما نشاهد هؤلاء الأطفال وهم يقفون في هذه الأجواء الباردة والماطرة، بثياب ممزقة، نستنتج أن أغلب هؤلاء الأطفال يعيشون حياة بائسة، بسبب واقعهم المرير إضافةً إلى أنهم لا يعيشون طفولتهم الطبيعية الذي هي من حقهم، ومنها اللهو واللعب والتعليم والتعبير عن الرأي.

الداعمة النفسية والاجتماعية في جمعية تنظيم الأسرة “سوسن العجوز” أوضحت لـ “شام تايمز” أن للطفل حقوق كثيرة ولكن للأسف لم يحصل على أبسط حقوقه سواء بالتعليم أو اللعب أو العيش بسلام، نتيجة الحرب التي مرت بها سورية، منوّهةً إلى أن كتير من الأطفال فقدوا الأب أو الأم أو المعين، فيضطر الطفل الذي من الممكن أن يكون هو الأكبر في عائلته لترك مدرسته ليعمل أو يتسول في الشارع، مشيرةً إلى أنه لا أحد يمنع هؤلاء الأطفال من هذه الأعمال.

أما بما يخص الطفل الذي يجبروه أهله على ترك المدرسة والعمل في الطرقات، بيّنت “العجوز” أنه يجب على الجمعيات أو المراكز المتخصصة بهذا الموضوع أن تقدم لهم المساعدات، مع المراقبة الشديدة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بما أنها الكفيل الحكومي الوحيد للأطفال عبر حمايتهم من ظاهرة التسول والقادرة على وضع قوانين صارمة مع وضع حلول للحد من هذه الظاهرة، لافتةً إلى أنها مع معاقبة الأب الذي يجبر ابنه على التسول ويجب على الوزارة تأمين العمل للأب أو للأم لمساعدتهم في تأمين حقوق أطفالهم وخاصة في الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

ولفتت “العجوز” إلى أن أعمال الأطفال في الشارع تؤدي لاكتساب الطفل كثيراً من العادات السيئة كالتدخين وتناول الكحول والمخدرات وتعلم السرقة والغش ومن الممكن أن يتعرضوا لتحرش جنسي أو الخطف، وهذه العادات والتصرفات السيئة تؤثر على نفسية الطفل بالتالي يمكن أن يصبح عدوانياً.

شاهد أيضاً

“وائل كفوري” يروج لأغنيته الجديدة

شام تايمز- متابعة روّج الفنان اللبناني “وائل كفوري”، لأغنيته الجديدة المقرر طرحها خلال الأيام القليلة …