أطفال مطرودون من رحمة آبائهم والشؤون الاجتماعية

شام تايمز – عابر طريق

في اليوم العالمي للطفل لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، هذا هو الحال في البلاد، إنه شيء من المحال، حيث الأطفال على قارعة الطريق، ويكفي أن تمشي من ساحة المحافظة وسط العاصمة دمشق باتجاه شارع الثورة حيث مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لترى بأم عينيك “المفارقات والعجائب”.

هذا هو الحال يا “جلال”، (اسم مستعار) الأمُ ميتةٌ منذ زمن، لم يبلغ العمر 11 عام، ولم يكن يعلم أنه سيجد نفسه في الطريق بعد وفاة والدته، وأن والده المتزوج سيلقي به في الشارع مطروداً من المنزل، حيث لا مأوى يقي جسده من البرد، ولا سرير للنوم، لا طعام، ولا حتى ماء، إلا من خلال صدقة جارية بقطعة قماشية ليرد البرد الذي يلحق به ليلاً أو ربما نهاراً بعد قدوم الشتاء.

“جلال” المطرود من منزل والده الواقع في حي “التضامن” بدمشق، ينام على حافة الطريق بجوار منزل والده، لا أحد يستطيع من الجيران مساعدته وأخذه إلى المنزل خوفاً من ردة فعل والده، وعلى الرغم من كل معاناته لا يقبل “جلال” أي مساعدة مالية من أحد.

لا يعد “جلال” الطفل الوحيد الذي يعاني من التشرد والنوم على حافة الطريق، فهناك كثير من الأطفال يعانون التشرد، وربما يتم استغلالهم في أعمال أخرى كبيع السجائر وتنظيف زجاج السيارات على إشارات المرور، وغيرها من المعاناة التي ازدادت خلال سنوات الحرب على سورية، فمنهم من كان ضحية وفاة والديه وفقدان منزله جراء الإرهاب، ويبقى ذلك محصواً بالمشاهدات بسبب عدم توفر إحصائيات رسمية.

وفي حديث لـ “شام تايمز” قالت رئيس مجلس الإدارة في جمعية “دفى”، “فداء سيف الدين دقوري”: “ظاهرة التشرد والتسول في شوارع دمشق ازدادت بسبب تغيير آلية معالجة ملف التسول من قبل الوزيرة السابقة “سلوى عبد الله”، حيث جعلت هذا الملف من اختصاص وزارة الداخلية”، مؤكدة أن الوزيرة أعلنت عن تطبيق آلية جديدة ولكن هذه الآلية لم تنجح.

وبحسب “دقوري” من أكبر الأخطاء أن نسلم قسم الشرطة حالات الأطفال بهدف تأمين مأوى لهم، لأن هؤلاء الأطفال ضحية الأهل والمجتمع وليسوا مجرمين، بل يجب أن يقتصر عمل الشرطة على مؤازرة الفريق المكلف من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتكون مهمة قسم الشرطة استكمال متابعة الإجراءات القانونية كالطبابة الشرعية والضبط القانوني اللازم لهذا الطفل، مؤكدةً أنه عندما يتم سوق الطفل إلى قسم الشرطة، يُحدث ذلك عند الطفل الرعب والخوف.

وأكدت “دقوري” أن سبب زيادة عدد حالات التشرد يعود للعامل الاقتصادي بالإضافة إلى الفقر والغلاء الموجود، مشيرةً إلى أن هناك حالات مستغلة ومشغلة للأطفال وهي ممتهنة للتسول ومستفيدة من هؤلاء الأطفال، معتبرةً أن ملف التسول لا تعمل عليه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لوحدها بل هو ملف تضافر جهود مع وزارات عديدة منها الداخلية والعدل والتربية والصحة، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية.

وتم الإعلان عن اليوم العالمي للطفل في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية، تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الأطفال وتآزرهم مع بعضهم البعض، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في نفس اليوم عام 1959، واعتمد عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل.

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة

شام تايمز – متابعة جدد الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال …