حرام عليكم حرام .. ماذا فعلتم بنا يانسور ..الكرة السورية .. واقع دون الطموح .. ومستقبل يفتقد للوضوح

شام تايمز – خاص
تقدّم ستة أعضاء من اتحاد كرة القدم استقالاتهم بعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها منتخب سورية الكروي أمام لبنان في التصفيات الآسيوية 2/3 وتلاشي آماله بالتأهل إلى مونديال قطر.
وحقيقة كل ردود الأفعال التي رافقت الهزيمة القاسية التي تعرض لها نسور قاسيون تجعلنا نقف أمام حقيقة واحدة هي أنّ الكرة السورية في أزمة والأزمة بالتأكيد سببها ليس جهة بعينها وهي ليست وليدة اليوم بل هي نتاج تراكمات سنوات من العمل العشوائي والتخبط والتغيير المستمر في إدارة اتحادنا الكروي وأجهزته الفنية حتى وصلنا إلى ماوصلنا إليه من ضعف.
الكرة السورية بلا طعم ولا رائحة
ربما أصبح الكلام عن الكرة السورية ليس له طعم ولكن الإصرار على مواصلة الكتابة بهذا الاتجاه يأتي من الأهمية القصوى لهذا الحديث بين ما يدور من أحاديث في وسطنا الرياضي باختلاف أمزجته وأهوائه أنها قطعاً ليست المرة الأولى التي نخوض فيها غمار هذا البحر العميق .. العميق .. العميق بكل ما في الرحلة من صعوبات وبكل مالها من طول.
وحقيقة أن الإيمان بالشيء من أولى أولويات أسلحة أي إنسان للإبحار في أي محيط يريد .. ونحن من المؤمنين بأن كرة القدم في بلدنا قادرة أن تتميز إن هي توفرت لها أسباب التميز.. ونحن دعاة هذا النهج على قلتنا نؤمن أيضاً أن كلفة هذا التميز ليست كما يتخيلها البعض ولكن بشروط أهمها أن تكون الخطوط العريضة لمرحلة البناء قائمة على أسس صحيحة ويضلع بتنفيذها من هو قادر على التنفيذ بكل ما فيه من محاذير وصعوبات تفرضها طبيعة اللعبة التي لا تعترف بأبسط بديهيات عالم الرياضيات والقائلة بأن (( واحد + واحد = اثنان )).
والأمثلة على ذلك كثيرة أسوق منها اثنين فقط أولهما لو كان الحصول على كأس العالم يمر عبر صرف الأموال الكثيرة لفازت السعودية بكل الدعم الذي تقدمه للعبتها المتطورة بتلك الكأس ولو أن الدولة التي فيها أكثر عدد من الموهوبين ونجوم اللعبة في العالم هي التي تفوز بكأس العالم لكانت البرازيل هي الفائزة في كل المونديالات حتى يغدو صراع البقية على المركز الثاني دون سواه.
كرتنا .. باقون في همها واهتمامها
ونحن شئنا أم أبينا دخلنا زمن الحسابات الطويلة الأمد فثورة المعلوماتية تحظى برعاية من الجميع ونحن بحاجة إلى أن ننهل من هذا المنهل العذب في الرياضة عامة وفي كرة القدم بصفة خاصة لأن الرياضة علم ومن يجهله يتخبط… ونحن فينا من التخبط في مجال كرة القدم ما يكفينا وليس أدل من ذلك سوى عدم وصول أي من منتخباتنا إلى الأدوار النهائية لكأس العالم حتى في العصور الذهبية لكرتنا يوم الفوز بذهبية دورة المتوسط 1987 .
من هنا فإن إنقاذ اللعبة مما هي فيه الآن يجب أن يتم الآن.. فكفانا ما أهدرناه من وقت وكفى جمهورنا الرياضي برمته ما دفعه من أعصابه وهو ينظر بحسرة إلى انكساراتنا الكروية ولطالما كتبنا عن ضرورة عقد مؤتمر للعبة لا يحدد بيوم يكون نواة انطلاق نحو عمل سريع واثق وجاد على كل المستويات .
وفي سياق هذا المفهوم لا بد أن يأتي أي مؤتمر قادم لها ترجمةً حقيقيةً لنبض الجماهير وللآمال والتطلعات التي نريدها من كرتنا الوطنية فمهما ينتابها من أحوال فالحقيقة تؤكد أننا باقون في همها واهتمامها نرجو لها الخير والجديد من أجلها.
لا نريد كلمات منمقة ومداخلات استعراضية
وعلى هذا فالمطلوب دراسة واقع اللعبة بسلبياتها وإيجابياتها وأن يشبعها المهتمون بحثاً ومعالجة ودراسة مفيدة فلا يتحول أي مؤتمر لها إلى اجتماع خاص بالدوري وينسى الكثير من الأساسيات مما يجب دراسته والوقوف عنده فلا نريد من أحد خطابات أو مداخلات استعراضية ولا كلمات منمقة بل نريد دخولاً في عمق المسألة الكروية وأن يتعامل اتحاد الكرة ما يتخذه من قرارات على أنها نافذة وملبية وطموحة وهذا ما يدعونا لإعادة النظر باللوائح الخاصة بالمسابقات والانضباط والسعي لاتخاذ المبادرات الإيجابية المدروسة التي تحمي مسابقاتنا من الانزلاق وعدم الاستقرار وأن نتوجه بشكل أسرع لتوفير المزيد من الملاعب التدريبية ونريد أيضاً تعزيز الثقة بكوادر اللعبة بوجود إدارات أندية ولجان قوية وفاعلة ومثقفة ونزيهة بحيث لا وصاية على كرتنا ولا متاجرة بضمير لاعب أو مدرب أو حكم أو عضو اتحاد.

شاهد أيضاً

لأول مرة بتاريخه.. منتخب جورجيا يتأهل إلى “اليورو”

شام تايمز – متابعة تأهل منتخب جورجيا إلى بطولة أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، بتخطيه …