الشريط الإخباري

أشعلوا النار واحتفلوا.. جبال “معلولا” تضيء فرحاً بالعثور على صليب السيد “المسيح”

شام تايمز – كلير عكاوي

لن تنام بلدة “معلولا” في سهرة عيد الصليب، الاثنين 13 أيلول الجاري، حيث يحتفل المسيحيون السوريون في ذكرى العثور على الصليب الذي يعتقد أنه استخدم لصلب السيد “المسيح”.

رئيس بلدية معلولا “ابراهيم الشاعر” أكد لـ “شام تايمز” أن الاحتفالية تعود إلى أكثر من 1700 عاماً، حيث تحتضن “معلولا” هذا التقليد بسبب العثور على صليب السيد “المسيح” في جبلها.

وأوضح “الشاعر” أن الامبراطور “قسطنطين” أراد البحث عن صليب السيد “المسيح”، فأرسل والدته القديسة “هيلانة” على رأس قافلة للبحث عنه، ولإعلان العثور على الصليب أشعلت النار على قمة الجبل، قائلةً: “في عهدك يا هيلانة بقيانة النار شعلانة”.

وأشار “الشاعر” إلى أن الاحتفالات والعادات والتقاليد في هذا اليوم تتجسد بوضع الصلبان على الجبال، حيث يحضّر سكّان البلدة الحطب و”الأرامي” وهي سلسلة من الحطب، وبعد إحياء القداديس في الكنائس يشعلون النار في وقت محدد وفي اتجاه معين يتم التحكم فيها.

ويتجمّع سكان البلدة وضيوف سورية من السيّاح وغيرهم من السوريين من مختلف الطوائف في الساحة، ويتم الاحتفال بالألعاب النارية احتفالاً بالمناسبة، مضيفاً مقولة للسيد المسيح: “لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم”.

وقال أحد سكّان “معلولا” يدعى “سليم” لـ “شام تايمز”: “القديسة هيلانة هي التي أوعزت للحرس أنه عند العثور على الصليب أضيئوا النار على أعلى قمة موجودة”.

وقالت زائرة للبلدة تدعى “تقلا”: “معلولا موقع فريد وهي من الأماكن القليلة التي ما زالت اللغة الآرامية القديمة التي تحدث بها السيد المسيح تستخدم وتدرس فيها كلغة حية”.

وتضم “معلولا” دير “مار سركيس” ودير “مار تقلا” اللذين يتوافد المسيحيون عليهما لالتماس البركة والتصدق. وتحتفل العديد من البلدات السورية بعيد الصليب منها “وادي النصارى” في حمص، حيث أعلنت صفحة المنطقة عبر “فيسبوك” مؤخراً عن أسماء الفنادق والمطاعم والمطربين والمطربات الذين سيحييون الحفل.

ويحتفل المسيحيون بعيد الصليب في الرابع عشر من شهر أيلول من كل عام، وقد مرت ذكرى هذا العيد بثلاثة أحداث رئيسية هي اكتشاف الصليب الحقيقي، وتفاني الكنائس التي بناها “قسطنطين” على موقع القبر المقدس وجبل “الكلفاري”، واستعادة الصليب الحقيقي وإعادته إلى القدس من قبل الامبراطور “هيراكليوس”، بعد سقوطه في أيدي ملك الفرس “تشوسراوس”.

وأرسل “قسطنطين” ثلاثة آلاف جندي للبحث عن الصليب، وقد اتفقوا على أنّه من يجد الصليب أولاً يشعل ناراً كبيرة في أعلى التلة، ومن هنا جاء ميلاد عادة إضاءة شعلة الصليب في ذكرى العيد. وفي مدينة “القدس” اجتمعت الملكة بالقديس “مكاريوس” أسقف المدينة، وأبدت رغبتها في البحث عن الصليب، وبعد جهد وعناء كبير أرشدها أحد اليهود الطاعنين في السن إلى مكانه فعثرت على ثلاث من الصلبان ولوحة تذكارية مكتوبٌ عليها “يسوع الناصري ملك اليهود”.

وكانت تتلى في ذلك الوقت التراتيل والتسابيح، وقد أقامت كنيسة “القيامة” على المغارة التي يوجد بها الصليب، وأودعته فيها، ولا يزال يطلق عليها حتى يومنا هذا اسم “مغارة الصليب”. وأمر الإمبراطور “قسطنطين” بتوزيع أجزاء من خشبة الصليب على الكنائس آنذاك، واحتفظت كنيستي “القسطنطينية وروما” بقطع منه، وبقيت الخشبة الأصلية في كنيسة القيامة في القدس.

وذكر “كيرلس” بطريرك “أورشليم” في كتابه مواعظ التعليم المسيحي، أن أساقفة أورشليم كانوا يوزعون أجزاء من خشبة الصليب على كبار الزوار، وإن أجزائه انتشرت في العالم في زمن قصير، وكانت واحدة من أكبر الذخائر للصليب الحقيقي موجودة في “سانتو توريبيو دي ليبانا” في إسبانيا، وجزء من الصليب الحقيقي في “فيينا” والثلث في مدينة “القدس” في فلسطين.

وتوصّل الباحثون إلى أن الصليب كان يتكون من قائم ارتفاعه أربعة أمتار وثمانين سنتمتراً، ومن عارضة يتراوح طولها بين 2.3 و2.6 متر وعليه كان حجم صليب السيد المسيح 178 ألف سنتمتر مكعب، وبلغ وزنه تسعين كيلو غراماً تقريباً، وبعد فحص نوع خشب الصليب الحقيقي ثبت أنه من الأشجار “القلفونية”، بحسب ما نقلت مواقع دينية مسيحية.

 

شاهد أيضاً

انطلاق المرحلة الثانية من تصفيات مبادرة تحدي القراءة العربي

شام تايمز – متابعة انطلقت المرحلة الثانية من تصفيات مبادرة تحدي القراءة، اليوم الأحد، بموسمها …