بعد عودة الحياة لسوق خان الحرير.. مطالبات لضمان استمرارية العمل التجاري فيه

شام تايمز – حلب – أنطوان بصمه جي
يأخذك سوق خان الحرير المتواجد في أحياء حلب القديمة إلى زمن ليس بالبعيد _قبل الحرب على سورية_ عندما كانت جميع أسواق حلب القديمة تشكل سيمفونية تناغمية انطلاقاً من تاريخها العريق، حيث يتميز كل سوق بمنتجات تكسبه خصوصية عن غيره من الأسواق المجاورة، وتتيح خيارات تسوق مثيرة لزائريها، وملاذاً شيقاً للسياحة والاستطلاع على ذاكرة المدينة.

سوق خان الحرير الذي أعيد افتتاحه، يوم الأحد، بعد نهاية أعمال التأهيل التي بدأت أواخر عام 2019، والذي يعتبر صلة وصل بين المداخل الرئيسة للمدينة القديمة وسوق السقطية، وخلال تجولك تنسج في مخيلتك خيوط رائعة تشكل ذاكرة حلب الاقتصادية والتجارية، تفوح منها رائحة الحنين لعبق الماضي وجماله، وتمنحك فرصة التواصل مع التاريخ بشكل مباشر، وكأنك تسمع أحجار الجدران تبوح لك بالكثير من الأسرار وحكايات الأجداد.

عاد أصحاب المحال التجارية لمزاولة مهنهم داخل سوق الحرير الذي يضم 60 محلاً، القسم الشمالي يضم 18 محلاً في حين يضم القسم الجنوبي 42 محلاً، وفي ساحة الفستق المجاورة للسوق أيضاً التي تضم 18 محلاً، إذ يمتد هذا السوق على طول 140 متراً، بدايته من مدخل خان الحرير وينتهي عند المخفر القديم المسمى “قلّق” المؤدي إلى ساحة الفستق وخان القصابية.

جالت “شام تايمز” أرجاء سوق خان الحرير وساحة الفستق في صباح اليوم الأول لعودة النشاط التجاري فيه، والتقت تجار السوق لمواكبة عودتهم إلى محلاتهم ومزاولتهم لمهنهم واستقصاء مطالبهم لضمان استمرارية أعمالهم الأمر الذي يضمن عودة الحياة واستمراريتها في السوق التاريخي، حيث يجلس العم “علاء وطفة” بائع سكاكر وحلويات المعروف بتصنيعه لأجود أنواع الراحة، والذي توارث المهنة من أجداده حيث يعود تاريخ امتلاك لمحله التجاري لأكثر من 70 عاماً، ويضيف أن تردد للسوق على فترات متتالية في أثناء الدمار الذي طال معظم أسواق حلب التاريخية، موضحاً أن سوق خان الحرير كان يحتوي على تجار لبيع الأقشمة والسكاكر ونتيجة الحرب اضطر إلى افتتاح معمل صغير لصناعة السكاكر في حي السريان القديمة.

ولضمان استمرارية العمل في سوق خان الحرير، بيّن وطفة أن الكهرباء والماء تشكلاً عصب حياة الأسواق في حلب القديمة وهي الضامن الوحيد لاستمرار العمل، مضيفاً أن يوم الافتتاح شهد وجود الكهرباء لما يقارب 12 ساعة يومية وأن عمليات التأهيل المتلاحقة للأسواق المجاورة ستنعكس إيجاباً على مرتادي الأسواق القديمة بشكل عام.

بينما، أشار “محمد عقاد” صاحب أحد المحال في سوق خان الحرير المعروف باسم “سوق المجيدية” إلى توارثه مهنة تجارة الأقمشة والحرير والنسيج من أجداده وجاء لقب العائلة نسبةً من العقد التي تنتج عن منتجات الأقمشة المحبوكة باستخدام المنوال العربي، مبيناً أهمية افتتاح سوق خان الحرير باعتباره أحد مداخل الرئيسة للوصول إلى الأسواق الداخلية لارتباطها ببعضها البعض، في حين تم إطلاق وعود من محافظة حلب بتغذية الكهرباء من الساعة 10 صباحاً حتى 8 مساءً الأمر الذي يتطلب إنارة الأحياء المحيطة بالسوق ليلاً لضمان نقل البضائع وتعيين حارس ليلي لعدم تعرض المحال التجارية للسرقات والإسراع في عمليات تأهيل الأسواق المجاورة.

الجدير بالذكر أن مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية بالتعاون مع محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية، أعادت ترميم سوق خان الحرير “سوق المجيدية” أحد أهم وأشهر أسواق حلب القديمة، والذي يحتوي على محلات لتجارة وبيع النسيج والحرير ومختلف أنواع الأقمشة، قبل أن تشن الحرب وتطمس معالمه التاريخية وطابعه العمراني.

شاهد أيضاً

رسمياً.. الفتوة يتوج بلقب الدوري السوري الممتاز لكرة القدم

شام تايمز – متابعة أُسدل الستار عن الدوري الممتاز لكرة القدم لموسم 2023-2024 مع إقامة …