الشريط الإخباري

بين 1500 و150 ألف ليرة حضور الحفلات الغنائية في سورية بات حلماً

شام تايمز- كلير عكاوي

في الوقت الذي صفّق فيه السوريون طويلاً لإطلالة السيدة “فيروز” في معرض دمشق الدولي عام 1977، كانت القلوب هادئة ومليئة براحة البال في سورية، وكان قطار دمشق – درعا يصفر في تلك الأيام، وكانت البسطات السورية قد ملأت مدخل حلب عدا عن مهرجان القطن الذي عمّ المدينة، وكان صاحب عربة الأكل “قرّب عالطيب” متواجداً قرب إعلانات الأفلام في شوارع دمشق “غوار وجيمس بوند” و”صراع في الأدغال”، وغيرها.

واليوم اختلف واقع الحال وانقلبت الموازين ولم يبق الحضور الجماهيري متعطشاً لأي حفل بسيط تشهده العاصمة دمشق بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الدخول التي تعادل راتب المواطن السوري لشهرين دون مأكل على أقل تقدير، الأمر الذي أدى إلى حرمان السوريين من مشاهدة الحفلات في جميع المناسبات التي تصحب الفنانين مثل حفل الفنانة “نوال الزغبي” و”معين شريف” التي عقدت مؤخراً، وتم تحديد سعر التذكرة بين الـ 100 و150 ألف ليرة سورية تقريباً، علماً أن سورية افتقدت كثير من الفنانين وحفلاتهم لزمن طويل دام ثماني سنوات بسبب الحرب.

وليست أسماء هؤلاء الفنانين الفريدة التي غنّت في سورية هذه الأيام، بل يستعد الفنان “ناصيف زيتون” للغناء في إحدى المناسبات القريبة بسعر لا يقل عن 150 ألف ليرة سورية، وبالرغم من ذلك “عمّار” حضر حفل الفنانة “نوال الزغبي ومعين شريف” ويسعى للحجز بحفلة “ناصيف زيتون” قائلاً لـ “شام تايمز”: “شغلي منيح وبحقلّي أترفّه”.

وأضاف “وسام” لـ “شام تايمز”: “أسأل مراراً وتكراراً من أين أجلب المال للاحتفاء بالمناسبات، وأنا مو ملاقي آكل”.

وانقسم جمهور 2021 إلى شريحة تحكمها الظروف الاقتصادية والمعيشية وشريحة “اللي معو ومو سائل على شي”، واختلف كثيراً عن الجمهور السوري المعتق الذي تربّى على المسرحيات، وكان وفياًّ في انتقاء الحدث الذي يريد، وجيبه مرتاح بسبب الوفرة والخير والحياة المعيشية الجيدة التي كانت تعم سورية، بحسب “وسام”.

ويروي “وسام” أن جدته أعطته 1500 ليرة سورية ليذهب إلى حفلة “ناصيف زيتون” القادمة، الأمر الذي أضحكه لدرجة البكاء لأنها حاولت إسعاده بفدر استطاعتها ولكن فشل الأمر لأنها مازالت تعيش على أمجاد الماضي عندما كانت تذكرة حفل الفنانين “أيمن زبيب” وعاصي الحلاني عام 2007 بـ 2500 ليرة سورية لكل منهما، وحفلة الفنان “فارس كرم” بـ 1200 عام 2005، وحفل الفنان الراحل “ملحم بركات” 3000 ليرة سورية عام 2008، و4000 ليرة سورية حفلة سلطان الطرب “جورج وسوف” التي نفذت تذاكرها خلال ساعة رغم ارتفاع سعرها في ذلك الوقت.

وأضاف “وسام”: “سقالله وقت كانت الليرة تغنّي، عندما كنا نفرح في مناسباتنا بحفلات الفنانين مثل نوال الزغبي وملحم زين ومعين شريف وخلدون سودان ونجوى كرم ووائل كفوري وحسام جنيد وناصيف زيتون وعلي الديك من 1500 للـ 4000 ليرة سورية قبل عام 2010”.

شاهد أيضاً

الخميس القادم.. انطلاق مؤتمر ومعرض الدفع الإلكتروني الثاني في سورية

شام تايمز – متابعة بدعم من وزارة الاتصالات والتقانة تنطلق يوم الخميس القادم، فعاليات مؤتمر …