سكان الجزيرة يناشدون.. أخرجوا “علوك” من دائرة اقتتال الميليشيات!

شام تايمز- الحسكة – أحلام حسين

عام وتسعة أشهر تقريباً مضت على احتلال مدينة رأس العين السورية المحاذية للحدود التركية شمالي محافظة الحسكة، ومنذ ذلك الحين وسكان الجزيرة السورية يعانون من كونهم ضحايا لصراع ميليشيات مرتبطة بالاحتلالين الأمريكي والتركي.

وفي حين تعمل مرتزقة الاحتلال التركي على سرقة أملاك المواطنين واقتحام منازلهم والتعدي على أراضيهم الزراعية، وتهجيرهم من المنطقة لاستقدام أسرهم من تركيا، تبرز سيطرتهم على الريف الشمالي لمدينة رأس العين وفي قرية علوك التي تضم مشروع محطة ضخ لآبار ارتوازية لمياه الشرب التي يستفيد منها أكثر من مليون شخص في الحسكة وريفها، كأحد أبرز المعضلات في الشمال الشرقي والتي تتسبب بكوارث إنسانية.

وأضيفت محطة “علوك” على قائمة الأدوات المستخدمة في الحرب بين مرتزقة الاحتلال التركي وميليشيا “قسد”، حيث يستخدمها النظام التركي ومرتزقتها كوسيلة للضغط على (قسد) من خلال قطع المياه، فيما ترد الميليشيا بقطع الكهرباء المغذية للمحطة والقادمة من ناحية الدرباسية الحدودية الواقعة تحت سيطرتها شمالي محافظة الحسكة.

وكنتيجة للاقتتال والاستفزاز الحاصل والمتكرر، يعاني مواطنو الحسكة ريفها من العطش وشح المياه منذ قرابة عامين، بشكل متكرر ومتقطع أحياناً وبشكل متواصل أحياناً أخرى لتصل عدد مرات القطع حتى الآن إلى ٢٥مرة خلال هذه المدة الزمنية، ومنذ شهر والمواطنين يعانون من العطش المترافق مع موجة لارتفاع درجات الحرارة.

تقول “هند” إحدى ضحايا الحرمان من المياه.. “منذ أسابيع والعطش ينخر جوف أطفالي خاصة وأن درجات الحرارة في ارتفاع لم نعهده سابقاً، وليس أمامنا إلا الاعتماد على مياه الصهاريج التي نحصل عليها بصعوبة نتيجة عدم دخول صهاريج الماء (لكونها مهربة، أدخلتها ميليشيا قسد عبر المعابر غير الشرعية وليست مسجلة في المواصلات الرسمية)”.

أما “سهى” التي انتقدت واقع استغلال المياه في الحرب قالت لـ “شام تايمز”.. “لم نعد قادرين على تحمل انقطاع الماء، الذي أصبح أداة لحرب إنسانية بين ميليشيات ترتكب محرمات دولية على مرأى الجميع، حتى خزانات الهلال الأحمر في الحي الذي أعيش فيه، نادراً ما يتم تعبئتها من قبل صهاريج الهلال الأحمر”.

ويروي “أحمد” قصة مرضه بسبب تلوث المياه قائلاً.. “تعرضت لالتهاب أمعاء شديد أنا وإخوتي بعد أن ملأنا خزان المنزل من أحد الصهريج التي تجلب مياهها من المناهل الريفية القريبة، ولم نتمكن من الحصول على هذه المياه إلا بشق الأنفس”.

السيدة أمينة تتحدث بدورها عن معاناتها.. “أحمل كل يوم كافة الـ (البيدونات) نحو خزان الهلال الأحمر لأجلب حاجتنا اليومية من مياه الشرب، بينما نعتمد على بئر الماء المر في الحارة لإتمام الأعمال المنزلية اليومية، وهذا أفضل الحلول على الإطلاق لكون هذه الخزانات حلت مشكلة اضطرارنا لشراء طرود المياه المعدنية كل يوم أو يومين”.

في حين لم تستطع السيدة رقية أن تضبط لجام حزنها ودموعها التي انهارت كشلالٍ على وجنتيها في حين تملأ ما تيسر لها من أواني وقوارير خاصة بالماء من أحد الخزانات المنتشرة في الشوارع، مطالبة بحل هذه المشكلة (العويصة).

بدوره “خليل” الذي خرج كما أشار منذ ساعات الصباح الباكرة حاملاً قوارير الماء يتنقل من خزانٍ لآخر آملاً حصوله على الماء، طالب بتدخل المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت في حين يسمع ويرى ما يحدث في الحسكة وبمواطنيها.

وقال “أمجد”.. “لقد أصبحت مهمة الحصول على المياه الصالحة للشرب من الأمور التعجيزية، بعد جفاف حتى الآبار المنزلية ذات المياه غير الصالحة للشرب في الحي النشوة الغربية الواقع تحت سيطرة ميليشيا قسد، والذي تحول خط تغذيتهم بالمياه باتجاه معسكراتهم وسجونهم التي تضم مسلحي تنظيم (داعش) الإرهابي دون مراعاة لظروف السكان”.

وأضاف الطفل “يزن” وهو أحد أطفال الحي ذاته قائلاً.. “إني أشعر بالغضب والتعب لخروجي بشكل يومي مع والدي لجلب مياه الشرب من الأحياء المجاورة بينما نحمل الأواني الفارغة لنقل المياه”.

وقال “حنا”.. “لم نعد نستطيع تحمل هذا الواقع السيء الذي وخاصة مع زيادة الإقبال على الخزانات المنتشرة بالشوارع التي تقوم بمتابعة تعبئتها بشكل دوري”.

وحمل “إيفان” مسؤولية قطع المياه للاحتلال التركي وميليشيا قسد وتعطيش مليون مواطن، مطالبا بتدخل المجتمع الدولي، كما طالب بإنهاء التعامل مع المنظمات الدولية لكونها لم تحل مشكلة المياه منذ أكثر من سنة ونصف، في وقت يروي أطفال الحسكة عطشهم من مياه مجهولة ما ادى إلى اصابتهم بأمراض عديدة نتيجة تلوثها”.

الجدير بالذكر أن محافظة الحسكة شكلت لجنة لإغاثة مواطني الحسكة وريفها في إطار المبادرات الحكومية خلال الأزمات، وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية العاملة في الحسكة (الصليب الأحمر الدولي واليونسيف)، وتقوم مهمة اللجنة على تسيير قافلة من الصهاريج الكبيرة لإرواء السكان وتعبئة الخزانات الكبيرة المنتشرة في شوارع وأحياء مدينة الحسكة لتخفيف العطش على المواطنين والتكاليف التي ترهقهم لشراء المياه من الصهاريج الخاصة غير معروفة المصادر، خاصة وأن المياه التي توفرها اللجنة المشكلة تخضع للاختبارات المخبرية للاطمئنان على صلاحيتها للشرب.

شاهد أيضاً

ارتفاع سعر غرام الذهب محلياً

شام تايمز- متابعة  ارتفع سعر الذهب في السوق المحلية،اليوم الخميس، 6 آلاف ليرة سورية للغرام …