تقرير يزعم أن سورية في المركز الأخير “لجودة الحياة”.. متغافلاً عن السبب!

شام تايمز – مارلين خرفان

زعم تقرير نشرته مجلة “سي أي أو وورلد 21” أن سورية تذيّلت قائمة أفضل الدول بالنسبة لجودة الحياة، وأنها احتلت المركز الأخير بعد السودان وكوريا الشمالية وجزر القمر، فيما حلت “فنلندا” في المرتبة الأولى.

وبحسب المجلة، حصلت “فنلندا” على المرتبة الأولى كأفضل دولة في العالم في عام 2021، من حيث جودة الحياة، تليها الدنمارك والنرويج في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي.

واستندت المجلة في تصنيفها على أساس أكبر قدر في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بناء على 10 مقاييس تتراوح من الاستقرار إلى الشفافية إلى المساواة، وشمل التقرير 165 دولة.

وبغض النظر إن كان التقرير مسيساً أم لا، فإن السوريين وبعد عشر سنوات من الحرب على سورية يعيشون أسوء أحوالهم وأوضاعهم المعيشية على الإطلاق، في ظل العقوبات القسرية الغربية، حيث أكدت الباحثة في شؤون السكان “لينيت يوسف” لـ “شام تايمز” أن معدلات الفقر وصلت إلى مستويات غير مسبوقة حسب التقارير، وتعاظمت أزمات السوريين المعيشية جراء عدم قدرتهم على تأمين أبسط المقوّمات الأساسية لاستمرارهم في الحياة، إضافة إلى انخفاض معدلات الدخل، وارتفاع معدلات الإنفاق على الغذاء، وقلة الخدمات “المياه والكهرباء والمحروقات”.

ولفتت “يوسف” إلى خسائر القطاع الصحي في ظل انتشار جائحة كورونا، وغلاء الدواء وفقدانه، مشيرةً إلى تدني مستوى التعليم وتجنيد الأطفال مع التنظيمات الإرهابية، وحرمان أهالي الحسكة من المياه، مضيفةً أن كل ما ذكر سببه الأساسي هو الحرب على سورية والعقوبات.

الإعلامي الاقتصادي “خالد حسواني” أكد “لـ “شام تايمز” أن تقارير مقياس جودة الحياة الذي تصدره هذه الهيئات عن سورية، يخلو أحياناً من الشفافية وذلك لأهداف سياسية، ورغم وجود المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن هذه التقارير تتجاوز المشكلات، لافتاً إلى عدم الجزم بأن سورية هي مثل البلد “الفلاني” الموضوع ضمن قائمة التقرير، لأن سورية تمتلك مقدرات، والشيء الذي يجعل جودة الحياة متأخرة فيها هو الاحتلال الأمريكي والتركي والتنظيمات الإرهابية الموالية لها والتي تسرق موارد سورية في الشمال والشمال الشرقي.

ورأى “حسواني” أن الشعب السوري مختلف عن الشعوب الأخرى من حيث الثقافة والتعليم والخبرات، لافتاً إلى أن تدني الخدمات جاء نتيجة الحصار الاقتصادي، معتبراً أنه إذا صح هذا التقرير بأن سورية أسوأ بلد بالمعيشة فالسبب هو الممارسات القسرية والضغوطات العسكرية والاقتصادية على سورية بسبب مواقفها السياسية.

وكثرت التقارير حول الوضع في سورية خلال سنوات الحرب، منها ما يصدر من قبل المنظمات الدولية، ومنها ينشر في مراكز أبحاث مشبوهة، حيث أعطت مؤشرات وأرقاماً غير دقيقة.

شاهد أيضاً

المقاومة الفلسطينية: تصريحات غراهام دليل على عقلية الإبادة عند النخبة السياسية الأمريكية

شام تايمز- متابعة  أكدت المقاومة الفلسطينية أن دعوة السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام الاحتلال الإسرائيلي إلى ضرب …