شام تايمز الإخباري رؤية لسورية أجمل
مقالات مشابهة
شام تايمز – حسن عيسى
عادت مدينة منبج إلى واجهة الصراعات الداخلية مجدداً، بعد نحو خمسة أعوامٍ من سيطرة ميليشيات “سوريا الديمقراطية” عليها، تجلى ذلك بانتفاضاتٍ شعبية منددة بإجراءات تلك الميليشيات، استطاع من خلالها المحتجون السيطرة على عدة مواقع كردية، وسط إطلاق “قسد” النيران عليهم ومقتل عددٍ منهم.
ويُعد تاريخ منبج خلال سنوات الحرب المفروضة على سورية، حافلٌ بالمعارك والصراعات التي بدأت مع خروجها عن سيطرة الدولة السورية في 19 تموز 2012، عندما سيطرت عليها جماعات إرهابية مسلحة حاولت تشكيل مجلسٍ محلي خاص بها لإدارتها بشكلٍ انفصالي عن الحكومة السورية، حيث لم ينجح ذلك المجلس في إدارة أمورها نظراً للتخبطات التي حصلت داخله، والتي كان لاقتتال التنظيمات الإرهابية فيما بينها دورٌ كبير بها.
وفي كانون الثاني 2014، سيطر تنظيم “داعش” الإرهابي على المدينة وبقي فيها لنحو عامين، لتشن ميليشيات “قسد” في حزيران 2016 هجوماً للسيطرة عيلها، تحت غطاءٍ جوي من قوات التحالف الدولي غير الشرعي، إضافةً لوجود عناصر قيادية من القوات الأمريكية على الأرض، حيث سيطرت الميليشيات الكردية على المدينة في 12 آب من العام ذاته، بعد تدمير أجزاءٍ واسعة منها على يد قوات التحالف.
وبعدما أصبحت المدينة تحت سيطرت ميليشيات “قسد”، حاول جيش الاحتلال التركي عام 2017 الهجوم عليها من أجل طرد الميليشيات منها، وإضافتها إلى قائمة المدن التي احتلها في الشمال السوري، لكن قوات الاحتلال الأمريكي أفشلت ذلك الهجوم، عن طريق إرسال مئاتٍ من الجنود الأمريكان والمرتزقة الإرهابيين إلى الخطوط الأمامية للقتال، ومساندة الميليشيات الكردية.
وشهدت المدينة خلال السنوات الخمس الماضية، استقراراً شبه تام حتى خروج الاحتجاجات الشعبية في 31 أيار الماضي، الرافضة لإجراءات “قسد” ومجلسها العسكري المزعوم، والمطالبة برفع القيود وإيقاف التجنيد القسري وتحسين الحياة المعيشية.
وتقع منبج شمال شرق محافظة حلب، على بعد 30 كم غرب نهر الفرات و80 كم من مدينة حلب، وبلغ عدد سكانها بحسب المكتب المركزي للإحصاء عام 2004 حوالي مئة ألف نسمة، وقد كانت من المدن المقدسة لما تحويه من معابد وثنية كان يحج إليها الآلاف، لحضور الأعياد والاحتفالات الدينية التي كانت تقام فيها قبل آلاف السنوات.
